متى ستدرك الولايات المتحدة أنّ نظام الملالي يسعى لإضعافها وإخضاعها، وأنّه ليس شريكاً في مفاوضات دبلوماسية؟
على الرغم من التساهل الأميركي، فإن إيران مصرّة على إخضاع “الشيطان الأميركي الأكبر”، وتساعد “حماس” وحزب الله والحوثيين في زعزعة الشرق الأوسط وإفشال المساعي الأميركية لبلورة محور مشترك مع السعودية وإسرائيل، والمسّ بمكانتها في العالم.
منذ وصوله إلى السلطة، تحوّل نظام الملالي إلى مركز “لنشر الإرهاب والمخدرات ومنظومات سلاح متطورة” ، وإلى المصدر الذي يقدم المساعدة لعشرات التنظيمات “الإرهابية” في الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وجنوب أميركا ووسطها، من أجل مفاقمة عدم الاستقرار وإسقاط أنظمة عربية- سنية موالية لأميركا، وتقوية حكومات وتنظيمات معادية للأميركيين. لكن الولايات المتحدة تبنّت الخيار الدبلوماسي، على الرغم من أن هذا يمنح نظام الملالي إنجازات عسكرية ومالية ودبلوماسية. وهي تردّ بضبط النفس، وتُظهر ضعفاً في الرد على أكثر من 100 هجوم إيراني على منشآتها ف ي الشرق الأوسط، ولا تخفي رغبتها في اتفاق نووي جديد، وأزالت أغلبية العقوبات المفروضة على إيران.
أدى رفع العقوبات عن إيران إلى تدفُّق ما يزيد عن 100 مليار دولار، وإيران الآن تحسّن تأييدها للتنظيمات “الإرهابية”، وتزيد في حدة تهديدها لإسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة من الدول العربية.
نظام الملالي وحزب الله يعتبران أميركا اللاتينية نقطة الضعف في “الشيطان الأميركي الأكبر”، لذا، هما يزيدان في تعاونهما معها، وخصوصاً المكسيك وبوليفيا والبرازيل، وحكومات معادية للأميركيين وتنظيمات “إرهابية” في جنوب أميركا ووسطها. ومؤخراً، عمّقا وجودهما في المكسيك. …
هل ستواصل الولايات المتحدة استخدام الخيار الدبلوماسي، على الرغم من فشلها في إقناع نظام الملالي بانتهاج سياسة التعايش السلمي واحترام الاتفاقات والتخلي عن الرؤيا المتطرفة، والمصابة بجنون العظمة، والتدميرية، في مقابل مكاسب مالية ودبلوماسية؟
ومتى ستتخلى الولايات المتحدة عن وهم أن في الإمكان إرساء سياسة حيال نظام الملالي تستند إلى القيم الغربية، وتتجاهل الرؤيا الكربلائية لهذا النظام؟ ومتى ستدرك الولايات المتحدة أن هذا النظام يعمل على إضعافها وإخضاعها، وهو ليس شريكاً في المفاوضات، بل يجب أن يكون الهدف تغيير النظام واستخدام الخيار العسكري؟
معاريف