قد يحاول البعض التحايل على أنفسهم وتناول الكثير من الوجبات السريعة في يوم واحد فقط، اعتقاداً منهم أن ذلك لن يضر. غير أن باحثين ألمان توصلوا إلى أن تناول الوجبات السريعة ليوم واحد فقط، يضعف جهاز المناعة. فكيف يحدث ذلك؟
يتضمن نمط الحياة الصحي عدة أمور، من بينها ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن. هذا النظام الغذائي يجب أن لا يقتصر على منتجات الوجبات السريعة مثل البيتزا أو البطاطس المقلية أو البرغر. ربما يدرك معظم الناس أنه يجب عليهم الابتعاد عن تناول الكثير من الأطعمة الدهنية أو المعالجة بشكل كبير. ولذلك هناك عادة فحواها أن هناك يوما واحدا فقط يأكلون فيه طعاما غير صحي. ولكن دراسة حديثة أظهرت أنخطأ ذلك. الدراسة الحديثة التي أجراها مستشفى جامعة هامبورغ إيبندورف، والتي كشفت نتائجها الآن، أظهرت أنه حتى يوم واحد من تناول الوجبات السريعة يمكن أن يكون كافياً للإضرار بالصحة ويضعف جهاز المناعة، كما نقل موقع مجلة “فوكوس” الألمانية.
“أيام الغش” في النظام الغذائي تدمر مناعتك.
وفي الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة “ناتشور إيمونولوجي” وجد الباحثون - من خلال الاختبارات التي أجريت على الفئران في المختبر، وبعد ذلك على البشر- أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون يمكن أن تكون له عواقب على جهاز المناعة في الجسم. وبحسب ما جاء في موقع مجلة “فوكوس” الألمانية: “لقد طلب الفريق، تحت إشراف نيكولا غاغلياني، من المشاركين تناول نظام غذائي غني بالألياف لمدة خمسة أيام. ثم تناولوا نظاما غذائيا غنيا بالدهون ومنخفض الألياف لمدة خمسة أيام أخرى”.
وبسبب قلة تناول الألياف وارتفاع نسبة الدهون، فإن الخلايا المهمة في الجهاز المناعي تقلل من عملها خلال فترة زمنية قصيرة جدا. ووفقا للدراسة، فإن هذا يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى. الأطعمة كثيرة الدهون غالبا ما تؤدي إلى مشاكل في المعدة.
بيد أن الخبر الجيد هو أن التأثيرات على الجهاز المناعي كانت مؤقتة فقط. وفي حالة تم استهلاك المزيد من الألياف مرة أخرى، تتعافى الخلايا. “في دراستنا، تمكنا من إظهار مدى تزامن سلوكنا الغذائي مع ردود أفعالنا المناعية، وكيف أن التحول إلى الإفراط في تناول الطعام على المدى القصير يؤدي إلى ضعف سريع في جهاز المناعة”، كما يوضح المشرف على الدراسة غاغلياني.
وخلص الباحثون إلى أن ما يسمى بـ “أيام الغش”، أي عندما يتم استهلاك الكثير من الوجبات السريعة في يوم واحد، يمكن أن تكون له عواقب صحية. وسلطت البيانات الضوء على مدى سرعة وعمق تأثير خياراتنا الغذائية اليومية على صحتنا.