"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"يلعن هيديك الساعة"

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 23 مارس 2023

من اليوم فصاعدًا، بات نجيب ميقاتي “سيّد الوقت”، فها هو، في قرار صادر من “عندياته”، يتحكّم بالساعة، فيؤخّر بدء التوقيت الصيفي في لبنان حتى الحادي والعشرين من نيسان المقبل.

و”سيّد الوقت” ليس بحاجة ليشرح قراره “الإستثنائي”، فعلى اللبنانيّين أن يعرفوا أنّه “حبيب” هؤلاء الذين يصومون في شهر رمضان المبارك، فهو يسهر على راحتهم، متحدّيًا عقارب الساعة، ومتجاوزًا الحاجة الى أن يتلاءم التوقيت اللبناني مع توقيت الأسواق العالميّة والمطارات الدوليّة والبعثات الدبلوماسيّة، ضاربًا عرض الحائط بالأسباب الموجبة التي دفعت بالحكومة في صيف العام 1998 إلى تحديد التاريخ الخاص ببدء التوقيتين الشتوي والصيفي في لبنان.

ونجيب ميقاتي، كما يعرف الجميع، لم ينم لحظة، منذ وصوله الى رئاسة الحكومة، حتى يوفّر للبنانيّين، مسلمين ومسيحيّين، أسباب راحتهم، فمنذ وصوله الى السراي الكبير، عمل وجهد وسافر واجتمع وفكّر وخطط وتكلّم و”نكّت” واسترشد ب”أمهات الكتب”، حتى يرفع الأعباء الثقيلة التي راكمتها حكومات- لم يغب إلّا عن ندرة منها- عن كواهلهم.

وها هي النتائج التي انتهى إليها “سيّد الوقت”، تُبهر اللبنانيّين الذين استعادوا دولتهم من الدويلة، وقفزوا فوق خط المخاطر المالية والاقتصادية، وأصبحوا جميعهم “مليونيريّة” لا يعرفون أين يضعون ليراتهم اللبنانيّة، وهم لا يأبهون بأنّ حكومته لا تجتمع، ويتمتّعون في ملء ساعات فراغهم بمتابعة حلقات المسلسل “الرئاسي” الفكاهي الذي تجيد طبقتهم السياسيّة تأليفه وتمثيله وانتاجه وإخراجه.

ولم يكن ينقص اللبنانيّون، في حمأة التنمية العظيمة وشهادات صندوق النقد الدوليّة المميّزة والإنبهار العالمي بالأداء السياسي الإبداعي، سوى التحكّم بالساعة، من أجل إرباك الأسواق العالمية والمطارات الدوليّة والبعثات الدبلوماسيّة.

ونجيب ميقاتي كان على قدر آمال اللبنانيّن، فهبّ وقبض على الساعة، بعدما أخذ بركة البابا في الفاتيكان، واسترشد بحكماء قبرص، ونال رضى رياض سلامة بصفته أبرع حاكم لمصرف مركزي عرفه الكون، وأنهى بحثًا عميقًا مع مبتكر الكرسي الأبدي نبيه برّي، ووقف على خاطر فيلسوف حارة حريك حسن نصرالله، وسجّل نكاية جديدة في سجّل المماحكة مع “مهضوم الجمهورية” جبران باسيل و”بيّ الكل” ميشال عون.

وهكذا عمّت السعادة لبنان، فأضاءت الكهرباء لياليهم، وامتلأت إفطاراتهم بأشهى الأطعمة، وتطهّرت مياههم من الجراثيم، ونُقي هواءهم من الملوّثات، وعادت إليهم ودائعهم، وأجبرت ليرتهم الدولار على التواضع، واختلطت أموال الملياردير بحلال ” القرض الحسن”، ولم تعد وصيّة “سيّد الوقت” الخاصة بوجوب “تحمّل بعضنا البعض” مثار سخريّة.

أمام هذا الحدث، خفتت المطالب وبات الجميع على استعداد لكم أفواه “الموتورين” الذين يقولون لميقاتي وصحبه:” يلعن هيديك الساعة”.

المقال السابق
الجيش اللبناني يكمن لمجموعة نوح زعيتر ويجرح ابنه
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

لماذا لجأ نصرالله إلى "برج الحمام"؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية