يرمز بقاء بشّار الأسد في السلطة إلى سخرية السياسة الإقليمية والدوليّة، في هذا العصر، فيما يُعطي أبناء السويداء الأمل بغد أفضل لا تخضع فيه الشعوب الى لعبة الأمم، عندما تصبح سوداء قاتمة!
مكان بشّار الأسد، لو كان في هذا العصر بعض أخلاق، هو قفص الإتهام وليس عرش الرئاسة ولا مقعدًا في جامعة الدول العربيّة ولا إطلالة “ثقيلة” على شاشات العرب والعجم!
الشعب السوري أدرى بهذه الحقيقة، ليس بفضل صرخات أهالي السويداء الذين يصرخون “يلّا إرحل يا بشّار”، فحسب بل بفضل الصدى الذي يتردد من استغاثات ضحاياه، ومن بينهم، من قتلهم بدم بارد وعقل مستورد من عصور الظلام، بغاز السارين، قبل عشر سنوات في الغوطة الشرقية، أيضًا!
ثمّة حاجة ملحة إلى إعادة نظر عربيّة بمقارباتها الحديثة تجاه بشّار الأسد، فهي لا تخدم بالعفو عنه وتعويمه مصالحها كما تتوهّم بقدر ما تلحق الضرر بنفسها وصورتها وسمعتها وتطلّعاتها!
لا يمكن لأيّ عاقل، مهما ابتدعت الثعالب من حجج، أن يكافئ مجرمًا على جريمته، فصانع الإرهاب إرهابي، وتاجر المخدّرات مافيوزي، ومهجّر شعبه سفّاح، ومجوّع أهله ملعون!
وبشّار الأسد يجمع كل هذه الموبقات في سلوكه، ليس بصفته صاحب سلطة فحسب بل بصفته متعهد الأعمال الوسخة عند المصالح الروسيّة والإيرانيّة، أيضًا!
لن نتوقف عن المطالبة، مهما كانت قدراتنا متواضعة، عن المطالبة بتخليص سوريا من بشار الأسد، ومن خلالها تخليص منطقتنا ممّن يتوهّمون بأنّ الإجرام هو من علامات القوّة!