ينبغي النظر إلى الغارة الجوية الليلية في شمال غرب سوريا ، والتي نسبت إلى الجيش الإسرائيلي، في السياق الأوسع للحملة المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر بين حزب الله وإسرائيل. فالسوريون، وخاصة الإيرانيون، شركاء في في هذه الحملة: السوريون شركاء سلبيون، والإيرانيون شركاء نشطون للغاية.
رون بن يشاي- يديعوت أحرونوت
الهجوم الجوي هذه الليلة على شمال غرب سورية، والمنسوب إلى إسرائيل، يجب أن ننظر إليه من خلال إطار واسع للمعركة الدائرة منذ أكثر من 5 أشهر بين حزب الله وإسرائيل. فالسوريون، والإيرانيون بصورة خاصة، شركاء في هذه المعركة: السوريون شركاء سلبيون، والإيرانيون شركاء فاعلون جداً.
حالياً، يبذل نظام آيات الله جهوداً كبيرة من أجل تعويض أرصدة الحزب التي يدمرها سلاح الجو الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، بشكل يومي تقريباً، في الجنوب اللبناني، وكذلك في سهل البقاع.
والمقصود مخازن المسيّرا ت، ومنشآت تشغيل موجودة في منطقة بعلبك. بالإضافة إلى ذلك، يعمل سلاح الجو على ضرب بطاريات الصواريخ، وعلى اعتراض المسيّرات التي يطلقها الحزب، والتي تعرّض حرية العمل الجوي الإسرائيلي للخطر. هذه الهجمات، سواء أكانت على المسيّرات، أو على مصانع إنتاج الصواريخ الدقيقة، وعلى بطاريات الدفاع الجوي، الهدف منها تقليص القدرة القتالية لحزب الله، قبل احتمال اندلاع حرب شاملة مع لبنان، التي سيحاول خلالها الحزب استخدام الترسانة الصاروخية لديه والمسيّرات من أجل ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بينما يكون سلاح الجو الإسرائيلي بحاجة إلى حرية العمل من أجل تقليص الضرر الذي سيلحق بالجبهة الداخلية بأسرع وقت ممكن.
تحاول إيران ترميم المنظومة الجوية الدفاعية والهجومية لحزب الله، بعد ضربات سلاح الجو الإسرائيلي، وزيادة هذه المنظومة إزاء احتمال حرب شاملة. ترسل إيران إلى حزب الله عتاداً وقطع غيار عن طريق البر، وبصورة أساسية عن طريق الجو، وتشمل معدات قتالية، مثل بطاريات مضادات جوية جديدة ومسيّرات جديدة تصل بسرعة إلى التنظيم “الإرهابي” الشيعي.
ووفقاً لتقارير أجنبية، يهاجم سلاح الجو هذه الشحنات بلا هوادة، ويبدو أن هذا ما جرى هذه الليلة. ففي هجوم منسوب إلى إسرائيل، جرى قصف موقع في داخل مطار حلب، حيث وصلت شحن ات من الإيرانيين. وفي ضوء العدد الكبير من القتلى جرّاء الهجوم، يمكن الإشارة إلى أنه في الساعة الواحدة فجراً، لا يوجد مدنيون غير ضالعين بالحرب في مطار حلب.
ويمكن التقدير أن جزءاً من الشحنة التي وصلت إلى مطار حلب كان الغرض منه أن يُركّب في المنشأة الصناعية للأبحاث في الصفيرة، وتكون تابعة لحزب الله، من هنا، إن هدف قصف هذا المكان هو عدم السماح لحزب الله باستخدام هذه المنشأة الصناعية العسكرية السورية لإنتاج السلاح الذي يقوم سلاح الجو بقصفه يومياً في الجنوب.
لا شك في أن الذي هاجم في سورية لم يكن يخطط لقتل 42 شخصاً، وماهية هوية القتلى غير واضحة تماماً، وكذلك انتماءاتهم. السؤال الآن: كيف سيردّ حزب الله؟ لذا، من المتوقع عدة أيام من التوتر في الساحة الشمالية – الشرقية. لا يوجد طرف من الأطراف، حتى الإيرانيون والسوريون، يرغب في حرب كبيرة مع إسرائيل، لكن العدد الكبير من القتلى جرّاء الحادث يرفع منسوب خطر اندلاع حرب واسعة النطاق، ولا سيما أن هذا يجري على خلفية التصعيد الجاري في الأسبوع الحالي.