يا رئيس البلديّة!
هيدا الأسبوع مش راح يكون عادي بتاريخ لبنان، لأنّو في مؤامرة كبيرة على الديموقراطية اللبنانيّة، فالانتخابات البلديّة والإختياريّة راح تتأجّل، بقرار “شيطاني”، لأيلول المقبل!
عن جد مصيبة كبيرة، بستدعي مواجهة سياسية ضخمة!
تخيّلوا شو كان ممكن يصير لو ما تأجّلت الانتخابات:
كانت البلديات اغتنت، وما عادت الكارثة المالية اللي عم تضرب لبنان أثّرت على صناديقها وأفرغتها!
كانت الانتخابات الرئاسيّة حصلت، وقدرو اللبنانيين يجيبو أفضل رئيس وأذكى رئيس وأنشط رئيس وأنظف رئيس!
كان المجلس النيابي بالتعاون مع الرئيس الجديد جاب حكومة ما بتحلم بمثلها الدول الإسكندنافية!
كان “صندوق النقد الدولي” وقف على الأبواب ناطر نقبل منه القروض الميسّرة، وكان المستثمرون هبّوا فرد هبّة!
ليش كان صار هيك؟
لأنّو هيدي الانتخابات كانت رجّفت إجرين “حزب الله”، فتراجع عن تنظيم الصواريخ الموزعة على مجموعات فلسطينيّة موالية له، وما عاد لبنان مهدّد بحرب ممكن تاكل اليابس اللي باقي، بعدما أكل الجراد المسلّح بالتكافل والتضامن مع جراد الفساد، الأخضر!
ولأنّو هيدي الانتخابات كانت راح تغيّرت كل المعادلات وتجعل “حزب الله” يوافق على تفكيك دويلتو لمصلحة إ عادة الدولة!
ولأنّو هيدي الانتخابات كانت أعادت السيادة للشعب بعدما سطا عليها مخدرو الشعب!
نسخر؟
نعم نسخر. أساسًا، شو بعد طالع من أمر الشعب أو اللي عم يحاولوا يكونوا ناطقين باسم هالشعب، إلّا السخرية، وكما قال بيوم من الأيّام فولتير بساعة يأس من إمكان التغيير: “السخرية هي سلاح الأعزل المغلوب على أمرو”.
ما في أحلى من الديموقراطيّة، ولكن لمّا الديموقراطية تصير مهزلة، ما بعود في أخطر منها.
ونحنا بلبنان، صارت ديموقراطيتنا مهزلة، لأنو السياسيّين المتنافسين، بدل ما يحطو إيدهم على الجرح ويضغطوا، بيلهونا بمسرحياتهم، حتى نحب هيدا ونكره ذاك، وهنّي كل يوم، بخلّونا نطلع من تيابنا، ونتأكد أكتر وأكتر، إنّو ما حدا منهم بيشبه شعاراتو وإسمو وبشرّف وعودو!
