"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

يا محلا حزب الله!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 17 مارس 2024

منذ مدة يعمل “حزب الله” على إخفاء مشروعه الحقيقي، ولكن “طوفان الأقصى”، بعد الإستقتال للدفاع عن النظام السوري، كشفاه فعلًا، فهو يستغل الحدود، من أجل حروبه ولكنّه، في الواقع لا يُعيرها أيّ اهتمام حقيقي.

ولكنّ “حزب الله”، بعدما خبزته التجربة وعجنته، أدرك الخصوصيّة اللبنانيّة، بحيث عمل على استيعابها، من خلال تمويه عقيدته الحقيقية التي كان قد كشفها، في السنوات الأولى لتأسيسه على يد “الحرس الثوري الإيراني”، بفعل حماسة إعلان الولاء لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران.

ومنذ مدة طويلة، ولولا اضطرار السيد حسن نصرالله، في عزّ اندفاع الإدارة الأميركية على فرض عقوبات على حسابات جميع من يمكن أن يكونوا من المموّلين، إلى الإعلان عن أنّ كلّ أمواله ومأكله وسلاحه مصدرها إيران، عمل “حزب الله” على إبعاد نفسه عن أدبيات “الإنفصال” عن “جوهر لبنان”.

إنّ هذا الكلام له مكانه الدقيق جدًّا، فهو يأتي بعدما كشف نائب رئيس “الجماعة الإسلامية في لبنان” الشيخ عمر حيمور، في دفاعه عن ظهور مقاتلي “قوات الفجر” في بيروت بأسلحتهم وانخراطهم في حرب من أجل غزة، عن وجه خطر آخر من وجوه مجموعات “جبهة المقاومة”.

وفي رده على نواب من قوى التغيير كانوا قد رفعوا الصوت ضد العراضات المسلحة للجماعة الإسلامية في بيروت، وبعدما انهال عليهم شتمًا مستعملًا أدبيات سوقية، قال: “نحن لا نؤمن بالحدود التي وضعها سايكس بيكو. وفي ديننا لا نستطيع أن نؤمن بها ودستورنا هو القرآن الكريم”.

وأفهم الشيخ الكريم من يستمعون إليه أنّ الجماعة الإسلامية التي تتسلّح وتتدرب وتجنّد وتنخرط في جبهات إقليمية، باسم المقاومة، لا تؤمن بالدستور اللبناني وتُدرِج الإعتراف بحدود لبنان في “خانة الحرام”.

وهذا يعني أنّ المتطرّفين السنة -ممثلين بالجماعة الإسلامية في لبنان- والمتطرفين الشيعة -ممثلين بالمقاومة الإسلامية في لبنان- ليسوا ضد الكيان الإسرائيلي فحسب بل ضد الكيان اللبناني، أيضًا.

ويقود هذا إلى الإعتقاد بأنّ انتصار “جبهة المقاومة” في هذه الحرب على إسرائيل، سيكون خطوة في طريق إزالة دول إسرائيل ولبنان وسوريا والعراق وغيرها، إذ إنّ “حركة حماس” كما “الجهاد الإسلامي” يتقاسمان العقيدة نفسها التي أعلن عنها الشيخ حيمور ويعمل “حزب الله” على إخفائها حتى تحين فرصتها! الحمد لله أنّ بعض اللبنانيّين انتخبوا نوابًا من قوى التغيير، حتى يقفوا في وجه هذه المجموعات الخطرة وتمددها، ويكشفوا وجوهها الحقيقية ومشاريعها العميقة.

لقد ظهر هؤلاء النواب، بغض النظر عن الإختلاف في الرؤية بينهم وبيننا على أمور كثيرة، أنّهم خط الدفاع الأول عن الإعتدال في البلاد، بعدما انكفأ من يفترض بهم أن يكونوا في الطليعة عن القيام بأدوارهم، إنتقامًا هنا، وخوفًا هناك، وتواطؤًا هنالك!

المقال السابق
الأمم المتحدة: 13 ألف طفل قُتلوا في غزة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية