"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

هذه سلوكيّة إجراميّة وليست عادة سيّئة يا معالي وزير النقل!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 9 مارس 2023

أثارت قناة “الجديد” مع وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية مسألة زخات الرصاص التي كادت تصيب طائرة مدنية في أثناء هبوطها، قبل يومين في مطار رفيق الحريري الدولي.

وكانت زخّات الرصاص هذه ناجمة عن اشتباك بين عائلتين وقع في محلّة الجناح في ضاحية بيروت الجنوبية حيث السيطرة التامة ل”حزب الله”.

في كلامه قال الوزير الذي سمّاه “حزب الله” عند تشكيل الحكومة كلامًا معقولًا شدّد فيه على وجوب ملاحقة مطلقي النار العشوائي وعلى الإجراءات الأمنية المتخذة في المطار وحوله، ولكن سرعان ما وجد نفسه “مضطرًا” للتبرير، فقال: “إطلاق النار عادة سيّئة موجودة في كل لبنان وليس فقط حول سور المطار”.

هذا التبرير أثار استياء من سمعه على لسان حميّة، لأنّه، وبهاجس الدفاع عن السلاح المتفلّت في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، يضع تعريض أمن الطائرات المدنية للخطر، في خانة “العادات السيّئة”.

صحيح أنّ إطلاق النار في لبنان من العادات السيّئة، ولكن زخات الرصاص التي استهدفت الطائرة المدنية، مساء الثلاثاء الأخير، لم تكن ناجمة عن عادة سيّئة بل عن تفلّت أمني كبير، إذ لجأت عائلتان من بيئة “حزب الله” إلى حلّ خلافاتهما بالسلاح، من دون أن يأخذ أحد في الإعتبار أنّ المطار يقع على “رمية حجر”.

وعلى فرض أنّ الإشكالات العائلية في منطقة نفوذ “حزب الله” التي تبرّر اللجوء الى السلاح هي من العادات السيّئة، فإنّ هذه العادات السيّئة متى تحوّلت الى خطر على الأمن الوطني فإنّها تصبح سلوكيات إجراميّة، ممّا يقتضي التعامل معها، بطريقة “غير اعتياديّة”، حتى لا تتكرّر.

قد تكون الدولة اللبنانيّة عاجزة عن تغيير العادات السيّئة، ولكنّها ملزمة على التحرّك أقلّه حيث تنتج مخاطر كبيرة، وهذا يقتضي، لو كان في لبنان من يستحق صفة مسؤول” أن يتمّ نزع السلاح أقلّه من المناطق المحيطة بمطار بيروت، خصوصًا أنّ هذه الأسلحة في هذه المناطق، ليست لا على حدود إسرائيل ولا على تماس مع “داعش”، بل هي بأيادي من يستقوي على أهله بالنار والحديد.

إنّ تبرير إطلاق النار اليوم قد يمر لأنّ الرصاصات الفالتة من أسلحة الإشتباك العائلي في محلّة الجناح لم تصل الى الطائرة المدنية التي كانت في مرحلة الهبوط الى مدرج المطار، ولكن ماذا يمكن لحميّة وغيره أن يقولوا في حال تكرّرت هذه “العادة السيّئة” وأصابت الطائرة في نقطة حسّاسة وتسبّبت بكارثة؟

في تشرين الثاني الماضي، أصاب الرصاص طائرة مدنيّة، وكاد لو لم تكن قد حطت قبل الإصابة قد تسبّب بتحطيمها وقتل من فيها من الركّاب اللاهثين الى احتضان وطنهم، ولكن بدل أن يضرب المسؤولون بيد من حديد، خرج حمية ومن مثله وأطلقوا التبريرات، ممّا فاقم الأوضاع.

فظيع كلّ من يصل الى سدّة المسؤوليّة في لبنان، فهو بدل أن يقوم بواجبه يتحوّل فجأة الى بوق…تبريري.

منطق حمية التبريري ليس سوى نموذج بسيط عن المنطق الذي اعتمده أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة والسماحة قبل أن تسقط طائرة لبنان في…الجحيم!

المقال السابق
وزير ماليّة حكومة حسّان دياب يعدّد "الأسباب الموجبة" لإعلان "إفلاس الدولة اللبنانيّة" قبل ثلاث سنوات
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية