وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو إلى العاصمة السورية دمشق التي تشهد حركة ديبلوماسية نشطة منذ سقوط نظام بشار الأسد الشهر الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية (دي بي أي)، اليوم، أن بيربوك وصلت إلى سوريا بعد شهر تقريبًا من الإطاحة بنظام الأسد في زيارة غير معلنة مسبقًا، في حين وصل بارو إلى دمشق قادمًا من لبنان.
وأكدت بيربوك اليوم أنها تسعى لمساعدة سوريا على أن تصبح “دولة قادرة على القيام بوظائفها وتسيطر بالكامل على أراضيها”، وذلك في بيان صدر قبيل زيارتها إلى دمشق.
وقالت بيربوك إنه رغم “الشكوك” حيال هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفًا من فصائل معارض ة أطاحت الرئيس بشار الأسد مطلع ديسمبر/ كانون الأول، “علينا ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري في هذا المنعطف المهم”.
الوزيرة الألمانية دعت في كلمة خلال الزيارة روسيا لمغادرة قواعدها في سوريا.
وقالت بيربوك: «لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أفسح المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين (نساء ورجالاً وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية) مكاناً في العملية السياسية، ومنحَهم حقوقاً، ووفَّر لهم الحماية»، مضيفة أن هذه الحقوق يجب حمايتها و«لا ينبغي تقويضها عبر فترات طويلة للغاية لحين إجراء انتخابات أو اتخاذ خطوات لأسلمة نظام القضاء أو التعليم».
وأكدت بيربوك أنه لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا تمَّت معالجة الماضي وإرساء العدالة وتجنُّب الأعمال الانتقامية ضد فئات من الشعب، مشددة على أنه ينبغي ألا يكون للتطرف والجماعات المتطرفة مكان في سوريا.
ومن المقرر أن يلتقي بارو ونظيرته الألمانية بيربوك معًا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في أوّل زيارة مماثلة على هذا المستوى من دول غربية إلى سوريا منذ سقوط الأسد.
وكتب الوزير الفرنسي في منشور على إكس الجمعة “معًا، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، في كلّ أطيافهم”. وأضاف أن البلدين يريدان “تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة”.
الوزير الفرنسي استهل جولته بلقاء قادة الكنائس المسيحية السورية، مؤكدًا أن باريس تدعم تطلعات السوريين بشأن انتقال سياسي سلمي.
ودعا إلى “دولة تعددية في سوريا تحفظ حقوق الجميع”.
كذلك، من المقرر أن يزور الوزيران سجن صيدنايا الواقع في محيط العاصمة، والذي شكّل رمزًا لقمع السلطات خلال فترة حكم بشار الأسد، قبل أن يلتقيا الشرع.
وشهدت سوريا في الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية نشطة حيث استقبلت العديد من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط الأسد، لتخرج من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد التظاهرات الشعبية التي خرجت في العام 2011.
وكانت فرنسا أرسلت في 17 ديسمبر/ كانون الأول مبعوثين لدى السلطات الجديدة ورفعت علمها فوق سفارتها المغلقة منذ العام 2012 في دمشق، فيما أرسلت ألمانيا التي أغلقت كذلك سفارتها منذ العام 2012، مبعوثين في اليوم نفسه بهدف إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية التي تراقب خطواتها الأولى في الحكم بحذر.