قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: “يجب أن يكون العالم متيقظا إذا انتشرت الحرب، فلن تقتصر آثارها على منطقة غرب آسيا وقد تنتشر آثارها على نطاق واسع”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي الاول ل”مدرسة نصرالله” في ايران.
عراقجي اغتير أن النظام الصهيوني، بمواصلته سياساته العدوانية وانتهاكه المتكرر للقانون الدولي، لم يعرض للخطر الاستقرار والأمن الإقليميين فحسب، بل خلق أيضا تحديا خطيرا للنظام الدولي القائم على القوانين والمعايير.
وقال: من أهم صفات الشهيد نصر الله إيمانه بالدبلوماسية وأن النصر في فلسطين ولبنان يتطلب حراكا متزامنا للمقاومة ودبلوماسية فاعلة وتعاونا متعدد الأطراف. وب الإضافة إلى المقاومة، آمن الشهيد نصر الله أيضا بالحوار والتفاعل الدبلوماسي للحفاظ على السلام والأمن الدائمين، وكان ملتزما بالحلول العادلة والتعاون مع الدول والمؤسسات الدولية. كما مارس الدبلوماسية بنفس المهارة التي قاد بها المقاومة، وحركته في الساحتين العالمية والإقليمية، وكذلك في الساحة الداخلية اللبنانية، كانت قائمة على التنسيق الكامل بين الميدان والدبلوماسية.
أضاف: في عصر أصبح فيه الإعلام الساحة الرئيسية للحرب الناعمة، لعب الشهيد نصر الله، إدراكا منه لقوة الإعلام، دورا فريدا في فضح المؤامرات وإعلام الرأي العام. تتطلب مواجهة الحرب الناعمة والروايات المشوهة وسائل إعلام مستقلة ومسؤولة. يجب على إعلام المقاومة أن يساعد في رفع مستوى الوعي العام وتعزيز ثقافة السلام والعدالة من خلال توفير معلومات دقيقة ومحايدة، ومنع الأعداء من تضليل الرأي العام بروايات كاذبة.
وقال: الحرب الحالية في لبنان هي مزيج من الأدوات العسكرية والاستخباراتية والإعلامية، وحتى الفتنة بين المسلمين والمسلمين، والمسلمين والمسيحيين. الهجمات الإعلامية والروايات الكاذبة والفتنة ليست أقل تدميرا من الحرب العسكرية. لبنان هو وطن كل لبناني، وهذا البلد كان دائما وسيبقى أرض الحياة السلمية للمسلمين والمسيحيين وأتباع الديانات والديانات الأخرى. دور الإعلام الحر في هذه الساحة مهم جدا في إحباط الفتن والمؤامرات وخلق الوحدة والتعاطف. من المؤكد أن النخبة اللبنانية والسياسيين سيفهمون الوضع جيدا وسيتجاوزون هذه المرحلة الصعبة والحاسمة بالتعاطف والإجماع. صمم الشهيد السيد حسن نصر الله استراتيجية حزب الله ومحور المقاومة بطريقة ذكية، مع مراعاة مبادئ التعايش بين جميع الأديان وليس القضاء عليها، والمقاومة الوطنية ضد نظام احتلال احتل أجزاء من الأراضي اللبنانية لسنوات ولم يخل هذه المناطق حتى وفقا لقرارات الأمم المتحدة.
تابع: يجب أن يكون التوصل إلى وقف عادل لإطلاق النار ومساعدة المتضررين والمشردين في لبنان أولوية للمجتمع الدولي. ولم ولن تتردد جمهورية إيران الإسلامية في اتخاذ أي إجراء أو جهد أو مساعدة في هذا الصدد. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أثبتت في الماضي، كانت دائما وستقف دائما إلى جانب الشعوب المضطهدة في المنطقة، ولن ينسانا لبنان وغزة أبدا، وكنا دائما وسنظل دائما داعما وداعما لحقها المشروع في المقاومة ضد احتلالها وعدوانها.
وختم: أؤكد أن طريق المقاومة والمقاومة ضد القهر والعدوان سيستمر. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، انطلاقا من مبادئها وقيمها، وبإلهام من شهداء عظماء مثل السيد حسن نصر الله، تواصل دعم المقاومة والشعوب المضطهدة في المنطقة. دم الشهيد هو الضامن لنجاحنا ويوجهنا إلى مستقبل أكثر إشراقا وعدلا. سلاح المقاومة ليس صواريخ أو طائرات بدون طيار أو غيرها من الأسلحة العسكرية، بل السلاح الرئيسي للمقاومة هو دماء الشهداء.