“لا آكل ولا أشرب، عندما أشعر أنني أريد شرب الماء أحس بطعم غريب في فمي، طعم أشخاص ميتين، هذا ما حدث معي”، كانت هذه شهادة أحد المدنيين الذين وظّفهم النظام السوري بالإكراه لحفر مقابر جماعية.
وقد أجرى فريق “+آي جي عربي” مقابلة مع شاهدين، روى كل منهما تجربته في حفر القبور ودفن عشرات آلاف الجثث المتعفنة والتي تعود لضحايا الإخفاء القسري الذين اعتقلهم النظام السوري.
والشاهدان هما سائق بلدوزر وحفار قبور وقد ظهرا معا للمرة الأولى في مقابلة “+آي جي عربي” لإكمال روايات بعضهما، والكشف عن المقابر الجماعية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وامر وتنفيذ وقال أحد الشاهدين إنه قام بحفر حفرة كبيرة في مقبرة مدينة بأمر من أحد العسكريين، وبعد ذلك تم جلب جثث متعفنة لدفنها في تلك الحفرة.
وبيّن أن أحد ضباط المخابرات كان يأمره بدفع الجثث المجمعة نحو الحفرة، مشيرا إلى أن الضابط يطلب منه دهس الجثث المتناثرة على اليمين واليسار.
من جهته، قال الضابط الآخر إنه كان يشرف على عملية نقل الجثث التي تتم من قبل عمال مهمتهم تجميع الجثث من ثلاجات الموتى، وتنزيلها من السيارات الخاصة لنقلها على الأرض، ثم دفعها نحو الحفرة المخصصة لذلك لدفنها.
وقالت “+آي جي عربي” إنه تم التحقق من الشهادتين من قِبَل منظمات حقوقية وعبر صور الأقمار الصناعية للإحداثيات التي قدمها الشاهدان، حيث تظهر الحفريات والخطوط الأماكن التي دفن فيها عشرات آلاف الضحايا.
يشار إلى أن فيلم “حفّار القبور”، قدّم رواية الشاهد الرئيسي في المحاكم الألمانية بشأن سياسة النظام السوري في دفن وإخفاء جرائمه ضد الإنسانية، كما قدّم معلومات صادمة وشهادات حصرية.