يمكن للمرء أن يناقش حسنات وسيّئات دخول “حزب الله” الى الحرب التي شنّتها “حركة حماس” على إسرائيل، صباح السابع من تشرين الاول الجاري، اذ إنّ المشاعر المؤيّدة للعملية الفلسطينية النوعية تقدّم حوافز غير مسبوقة في التحليل الاستراتيجي البارد، ممّا يعطي ما يسمّى ب”وحدة الساحات” منشطات لم تكن متوافرة في السادس من تشرين الاول الجاري.
لكن أن يبدأ البعض بالحديث عن لبنانية مزارع شبعا ووجوب تحريرها كغطاء لتبرير اقحام “حزب الله” للبنان في ” طوفان الاقصى”، فهذا ضحك على الذقون، مثل تبرير دخول الحزب في الحرب السورية بمبرر الدفاع من مقام السيدة زينب!
ولا يمكن اقحام دولة في حرب من شأنها تدمير ما تبقى قائمًا في بلاد منهارة اقتصاديًّا وماليًّا وديموغرافيًّا، بالضحك على الذقون، من خلال توسّل مبرر يعرف الجميع أنّه يستعمل للتعتيم على الحقائق، لا أكثر ولا أقل!
ان مزارع شبعا بقيت كما هي منذ العام ٢٠٠٠، تاريخ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان ورسم الخط الازرق، ولم تحصل محاولة واحدة حقيقية لتحريرها على الرغم من تكثيف السلاح النوعي في مخازن “حزب الله” وخوض لبنان حرب تموز ٢٠٠٦ التي أفقدت لبنان سيادته على جزئه في بلدة الغجر!
فقط، حين تحتاج سياسة “حزب الله” الى ادخال العامل الاسرائيلي الى المعادلة اللبنانية يتم استذكار مزارع شبعا، وهذه اهانة للعقل اللبناني، من جهة وللسيادة الحدودية، من جهة أخرى!