يعشق السياسيّون اللبنانيّون “اللتلتة” ويخاصمون “الأفعال”!
راقبوهم كيف ينتقلون من ملف الى آخر، من دون أن يهتموا بتفاقم المشاكل التي يضخمها كلامهم، وكيف يضعون أياديهم على أمور عندما لا يعود “ينفع الندم”، كحال الإهتمام العظيم بأموال حقوق الصرف، اذ انكب عظماء مجلس النواب على انفاقها عندما لم تعد موجودة وأهملوا كل عناية بها عندما كانت متوافرة!
حاليًا، يرفع الجميع مأساة اللجوء السوري الى مرتبة الاولوية، فيتوهم من يتابع يوميات “الثرثرة” أنّ هذا ملف حديث، وليس نتاج تراكم الإهمال العملي المستمر، منذ نحو ١٢ عامًا!
إنّ مراجعة أرشيفية بسيطة تُظهر بوضوح أنّ ما يقال اليوم هو تكرار شبه حرفي لما كا ن يقال في مناسبات أخرى، على الرغم من أنّ مشكلة اللاجئين كانت صغيرة نسبيًا وباتت ضخمة فعليًا!
في الواقع نعاني من الثرثرات نفسها بينما تتفاقم المعضلة:
١- هجوم مستمر على الدول الغربية ومفوضية اللاجئين، على الرغم من أنّ أعداد اللاجئين السوريين الى لبنان قد تجاوزت بثلاثة اضعاف تلك التي كان قد تمّ تسجيلها، حيث لا وجود لا للدول الغربية ولا لمفوضية اللاجئين، فمن منع هؤلاء “الأشاوس” من معالجة المشكلة التي أحدثها إغراق لبنان بالسوريين الذين يتم ادخالهم، بعناية “ممانعة”، من خلال “المعابر غير الشرعية”!
٢- دفاع لا ينتهي عن وجوب التنسيق مع نظام الاسد لمنع العبور الى لبنان، من جهة واستعادة اللاجئين، من جهة أخرى، على الرغم من أنّ الجميع يدركون بأنّ الأسد يكذّب على القريب والبعيد، وهو من يتولّى مفاقمة المأساة في محاولة منه لابتزاز المجتمع الدولي حتى ينفتح على نظامه كما هو، أي من دون أن يدخل التغييرات المطلوبة بتوافق أممي سبق ان تجلى بقرارات دولية. ومن لا يصدّق ليس عليه سوى مراجعة “الخيبة” الاردنية منه في ملف آخر: تهريب المخدرات!
٣- الكلام المكرر على وجوب تنظيم وضعية اللاجئين السوريين في لبنان حتى لا يفجروا الاوضاع، ولكنّ الاجراءات نفسها تتكرر، فتنشط لأيّام قبل أن تخمد لأشهر!
وهناك الكثير ليقال في ثرثرات السياسيين اللبنانيين حول ملف اللاجئين السوريين الذي بدل أن يصغر يكبر وبدل أن يسلك درب الحل يسير في مسالك الكوارث!
غدًا، ينام هذا الملف وتطفو على السطح ملفات أخرى تحلو فيها “اللتلتة”، مثل المثليين الجنسيين، ونقص الدولارات، وانعدام القدرة الشرائية والفساد والأهم الرئاسة الفارغة!