"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

وقاحة نصرالله الخطِرة!

نيوزاليست
الثلاثاء، 4 يونيو 2024

كان يمكن أن تمر، لمرة أو مرتين، صورة الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله، في صالون يتصدره رسمان لكل من الراحل روح الله الخميني والراهن علي خامنئي، مستقِبلًا زواره، وذلك على قاعدة توجيه رسائل سياسية في هذا الاتجاه أو ذاك، ولكن أن تصبح هذه الصورة ثابتة، فهذه وقاحة إلتحاقية منافية، بأدق تفاصيلها، لأبسط مكوّنات مفهوم السيادة. إنّها وقاحة ما بعدها وقاحة!

ولو اعتمدنا معايير سبق أن حوكم بموجبها رؤساء دول وحكومات، فإنّ نصرالله يعتبر من هؤلاء الذين يتجسسون على بلدهم لمصلحة دولة ثالثة، بغض النظر إذا كانت حليفة أو صديقة أو شقيقة!

بالأمس حوكم الراحل محمد مرسي بتهمة نقل معلومات حساسة خاصة بالدولة المصرية الى قطر، واليوم كانت محاكمة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان بتهمة تسريب أسرار الدولة!

علمًا أنّ لا مرسي رفع صورة أمير قطر في مكتبه ولا خان جلس تحت صورة فلاديمير بوتين!

نصرالله الذي يرفع صورتي مؤسس الجمهورية الإسلامية وخليفته، يقول للبنانيين، بشكل يومي، إنّه مجرد مسؤول إيراني رفيع، برتبة قائد “المقاومة الإسلامية في لبنان”، وهو يتنفّس برضى “الجمهورية الإسلامية في إيران”، وليس لديه مرجعية سوى المرجعية الإيرانية!

نصرالله نفسه لا ينفك يتدخل في كل شاردة وواردة في لبنان. له مرشحوه الرئاسيون والحكوميون والإداريون والعسكريون والأمنيون والقضائيون.

إذا شكك أحد بانتمائه اللبناني كما بانتماء حزبه، تقوم قيامته ولا تقعد، ولا يترك عبارة من عبارات الإهانة والتجريح والسخرية والإتهام، إلا ويطلقها، حتى ذهب الى حد وصف بيئته بأنها الأكثرية في لبنان، وحيث تكون هي تكون أكثرية الشعب اللبناني، وبالتالي فإنّ مجموع من يمكن أن يعارضوا ما يذهب إليه، من دون الوقوف على رأي أي مرجعية دستورية أو وطنية لبنانية، هم أقلية دائمًا!

نصرالله الذي يعيش تحت صورتي الخميني والخامنئي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية إذا لم يكن يناسبه. يحرم اللبنانيين من صورة سيادية تظللهم، في وقت لا يعترف هو بأي مرجعية وطنية!

المشكلة ليست في وقاحة نصرالله هذه، إنّما في قوى لبنانيّة لا تزال تحاول إقناعنا بأنّه يمكن بناء وطن مع “حزب الله”!

هؤلاء كانوا موهومين، وهم موهومون وسيبقون موهومين.

نعم لا يمكن بناء بلد من دون المكوّن الشيعي اللبناني، ولكن نصرالله، في كل لحظة يذكرنا، بأنّه مكوّن إيراني وهو فخور بذلك، وإيران هذه هي مُناه وهدفه وخلفيته، ولن يستكين أبدًا إلّا يوم يتم إلحاق لبنان، عقائديًّا، سياسيًّا، استراتيجيًّا بالجمهورية الإسلامية في إيران!

نعم، لا بد من بناء البلد مع المكوّن الشيعي، ولكن بالتأكيد إن لم يتغيّر “حزب الله” فهذه مهمة مستحيلة، مثل ما كان يستحيل بناء السلام في أوروبا وإقامة الإتحاد الأوروبي لو بقيت إيطاليا فاشية وألمانيا نازية!

المقال السابق
الخارجية الأميركية: الوضع على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية خطر للغاية
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

ايران تُكمل مهمة المروحيّة!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية