مع توسيع “حزب الله” مستوى الإستهداف ضد إسرائيل، برز اتجاه في القيادة الإسرائيليّة الى توسيع الحرب ضد لبنان، مدعوم بضغط شعبي في شمال البلاد، ولكنّ البحث الذي تدخلت فيه الولايات المتحدة الأميركية باتصالات أجراها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إنتهت الى قرار بإبقاء التركيز على جبهة غزّة مع تزخيم استهداف “حزب الله”.
الجلسة التي عقدها الكابينيت الأمني - السياسي ليلة الأحد - الاثنين، استمرت 7 ساعات تقريباً، وانتهت بخلاصة، مفادها أنه على الرغم من زيادة استفزازات حزب الله مؤخراً – وعلى خلفية الضغوط الأميركية بالامتناع من فتح جبهة ثانية بأي ثمن، فإن إسرائيل غير معنية بالحرب في الشمال.
ووفقاً لمصدر إسرائيلي رفيع المستوى تحدث ليديعوت أحرونوت: “الولايات المتحدة لا ترغب في توسيع الحرب في غزة إلى ساحات أُخرى، وحاملات الطائرات الأميركية وصلت إلى المنطقة للردع. وإطلاق النار على الحدود لا يزال تحت سقف الحرب. ويجب اتخاذ قرارات مهنية مسبقاً. والقرار الإسرائيلي، التركيز على العمل في المنطقة الجنوبية، لم يتغير”.
لقد انقسمت الآراء في المجلس الوزاري المصغّر: وبعكس موقف رئيس الحكومة، ادّعى وزراء أن الردع الإسرائيلي تضرّر بصورة كبيرة، ولا مفر من عملية واسعة النطاق في الشمال، ومن مبادرات هجومية. وزير الدفاع الذي كان في بداية الحرب يؤيد توجيه ضربة استباقية إلى حزب الله، تبنى الخط الحالي لاحتواء الجبهة الشمالية.
مع ذلك، تطرّق وزير الدفاع يوآف غالانت إلى ما قاله وزير الخارجية إيلي كوهين سابقاً في لقاء مع المراسلين الصحافيين، إن نافذة الزمن السياسي الباقي لإسرائيل، قبل أن يُستخدم ضغط دولي كبير عليها لوقف القتال، هو أسبوعان أو ثلاثة. ومما قاله غالانت: “ليس لدينا ساعات، لدينا أهداف”. في أعقاب ذلك، أوضح كوهين كلامه، فكتب على منصة إكس (تويتر سابقاً): “من ناحيتنا، لا توجد ساعة رملية، ولن نوقف القتال إلّا بعد القضاء على “حماس” واستعادة جميع المخطوفين”.
في نهاية الجلسة، جرى الاتفاق على استمرار التركيز على غزة، ولو كان الثمن التعرّض لضربات في الشمال. مع ذلك، طلب المجلس من الجيش الإسرائيلي الاستعداد لاحتمال هجوم واسع النطاق، إذا بدأ التصعيد.
في رأي الجيش، أيضاً هناك اعتقاد أنه من غير الصائب خوض معركة على جبهتين، وأنه يجب التركيز على غزة. خلال الجل سة، ذُكر أن الجيش يردّ بعنف على أي استفزاز من حزب الله، وحتى الآن، قتل ما بين 80 و90 عنصراً من الحزب.
وكان نتنياهو تطرّق، خلال جولة له على وحدة مقاتلي الصحراء البدوية، إلى تبادُل إطلاق النار في الشمال، فقال: “هناك مَن يعتقد أن في إمكانه توسيع الهجمات ضد جنودنا ومواطنينا - هذا لعب بالنار. وسنرد على النار بنار أقوى كثيراً. عليهم ألّا يجربوننا، فهم لم يروا إلا القليل من قوتنا”. وتابع: “سنعيد الأمن إلى الشمال، كما سنعيده إلى الجنوب. وسنعيد الأمن إلى إسرائيل، لكن أولاً، يجب أن ننتصر، وأن نقضي على حماس”.
وكان رئيس الأركان هرتسي هليفي أجرى هذا اليوم تقديراً للوضع في الشمال، وفي إطاره، وافق على خطط دفاعية، وعلى خطط هجومية لاحقاً، وأمر بالجاهزية القصوى والاستعداد العالي المستوى لكل القوات، وقال: “نستعد بقوة، ولدينا خطة عمل في الشمال، ومهمتنا هي استعادة الأمن”.