لم تكن البريطانية ديمي أغوليا، وهي أم لثلاثة أطفال، في الـ 26 من عمرها، تتوقّع أن تنتهي حياتها هكذا وتصبح هي الخبر. بعد عملية شدّ المؤخّر ة، فكيف انتهى بها الأمر إلى هذه النهاية المأساوية؟
توفيت أغوليا بعد أيام من خضوعها لجراحة شدّ المؤخرة على الطريقة البرازيلية في تركيا، حسب ما نشر موقع ” Independent” إثر نوبة قلبية، قبل ساعات قليلة من عودتها إلى مانشستر وفق ما أكّدت عائلتها.
كانت أغوليا، التي أنجبت طفلاً يبلغ من العمر سبعة أشهر، في طريقها إلى العيادة في اسطنبول لإجراء فحص طبّي والتأكّد من أنّ كلّ شيء بخير، عندما أصيبت بنوبة قلبية في سيارة أجرة. ورغم محاولات شريكها برادلي جونز إجراء الإنعاش القلبيّ الرئويّ لها، إلّا أنّه فشل في إنقاذها.
وفي هذا الصدد، يقول شقيقها كارل (37 عاماً) في حديث إلى “The Sun” إنّ عائلة الضحيّة وشريكها حاولا إقناعها بعدم الخضوع لعملية شدّ المؤخرة، لأنّهما كانا قلقَين على سلامتها، إلّا أنّها رفضت الاستماع إليهما”.
ويصف ما حصل بالمأساويّ: “نحن نعيش صدمة حقيقية. لقد سافرت إلى تركيا لإجراء الجراحة، وكانت سافرت في وقت سابق لتجميل أسنانها. لم يكن أحد يريدها أن تذهب”.
تظهر الأبحاث أنّ عملية شدّ المؤخرة على الطريقة البرازيلية، والتي يمكن أن تكلّف حوالى 3500 جنيه إسترليني في تركيا، و10000 جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، تحمل أشدّ المخاطر، إلى درجة دفعت الأطباء إلى تصنيفها كـ”أخطر عمليّات التجميل”.
في العام الماضي، حذّر الجرّاح البريطاني من المخاطر التي يواجهها البريطانيّون الذين يسافرون إلى دول مثل تركيا لإجراء عمليات تجميل بكلفة أرخص.
ورأى الدكتور أحمد السيد كبير الجرّاحين والمدير الطبّيّ في عيادة Signature Clinic المتخصّصة في الجراحة التجميلية أنّه “للأسف يركّز الكثيرون على الشقّ المادّيّ في أبحاثهم أكثر من تركيزهم على جودة العيادة ومعايير السلامة”.
وأضاف أنّ “العيادات في المملكة المتّحدة ملتزمة باعتماد أدقّ مستويات الخبرة والسلامة والنظافة، في حين أنّه لا يمكن التأكّد من الحصول على هذه الخدمات من بديل أرخص في الخارج”.
في موازاة ذلك، شاركت شقيقة أنغوليا وجعها من خلال فيديو نشرته على منصّة “تيك توك” مرفقة إيّاه بهذه الجملة “لقد فقدت شقيقتي بالأمس. أفتقدك كثيراً ديمي. لا شيء يبدو حقيقيّاً بعد الآن. لن تكون الأمور كما كانت عليه أثناء وجودك. أحبك”.
كيف تُجرى جراحة المؤخّرة على الطريقة البرازيليّة؟
تؤخذ الدهون عبر الشفط من مناطق أخرى من الجسم، مثل الظهر، أو الفخذين، ليتمّ حقنها في الأرداف.
في العام 2021، أجريت أكثر من 61 ألف عملية لتكبير الأرداف في أميركا، ويُشكّل ذلك زيادة قدرها 37 في المئة عن العام 2020، وفقًا لبيانات من جمعية التجميل.
وبما أنّها عملية جراحية فهي تحمل مضاعفات ومخاطر صحّية. وقد وثّق الفاحص الطبّيّ في ميامي ديد حوالي 30 حالة وفاة للخاضعين لعمليّات جراحية منذ العام 2009، وكانت 26 حالة وفاة ناجمة عن عملية شدّ المؤخرة على الطريقة البرازيلية.
تُعتبر عمليّات رفع المؤخّرة على الطريقة البرازيليّة، السبب في أعلى معدّل وفيّات (وهذه النسبة تصل إلى 1 من كلّ 3000 عملية) من بين كلّ عمليّات التجميل الجراحيّة. يصاحبها خطر حقن الدهون في الأوردة الكبيرة التي يمكن أن تنتقل إلى القلب أو المخّ.