وفقا لتفاصيل جديدة من التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي بشأن الانفجار الذي وقع أمس في وسط غزة، والذي أسفر عن مقتل 21 جنديا، أطلق نشطاء حماس صاروخ آر بي جي على مبنى أثناء اختبائهم في مزرعة مجاورة. وتم تجهيز مبنيين، على بعد حوالي 600 متر من الحدود الإسرائيلية، بحوالي 20 لغماً للتفجير. ومن المرجح أن نيران آر بي جي من مسافة بضع عشرات من الأمتار أدت إلى تفجير الألغام، مما تسبب في انهيار المباني ومقتل 19 جنديًا بداخلها وبالقرب منها.ورصدت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تحرس العملية عناصر حماس وكانت على وشك الرد بإطلاق النار، ولكن قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك، أطلق المسلحون قذيفة آر بي جي أخرى، فأصابت الدبابة وقتلت جنديين.
أدى هذا الحدث الذي حوّل يوم إسرائيل الى واحد من أحلك أيّامها، الى طرح الكثير من الأسئلة، إذ لم يكن من الواضح ما إذا كان الجنود قد انتهكوا الإجراءات بإحضار الألغام الأرضية إلى المباني معهم، كما لم يكن من الواضح أيضًا أن تكون قذائق “أر.بي.جي” وراء انهيار المبنى.
ولم يكن من الواضح ما إذا كان العدد الكبير من الجنود الموجودين في المبنى في ذلك الوقت كان ينبغي أن يتواجدوا هناك، أو إذا كان ينبغي للقوات أن تنتشر بشكل أكبر لتجنب احتمال وقوع كمين كبير، وما إذا كانت الألغام الأرضية قد تم إدخالها إلى المباني وهي محمية ومغطاة بالكامل أو مع المزيد من المواد المتفجرة غير المحمية.
وقالت مصادر الجيش الإسرائيلي إنّ هناك بعض الأدلة على أن الانهيار لم يكن بسبب الألغام الأرضية. بحيث كانت هناك مبانٍ أخرى مجاورة، بها أيضًا جنود وألغام أرضية، لم تنهر.
وكانت قوات الجيش الإسرائيلي المستهدفة في معظمها من جنود الاحتياط من الوحدة 8208 المكلفة بتطهير مناطق معينة من المواد الخطرة ، مثل الألغام، أو في هذه الحالة، استخدام الألغام لتدمير بعض المباني التي كان يُنظر إليها على أنها تشكل تهديدًا لسكان جنوب إسرائيل في المستقبل .
وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، توجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى الموقع من الحدود الشمالية، وألغى جدوله الأصلي لرؤية الوضع مباشرة.
وقال هاليفي: “استيقظت دولة إسرائيل هذا الصباح على تحديث مؤلم وصعب: 21 قتيلا، من بين خيرة بلادنا الذين تطوعوا للدفاع عن وطنهم”.
وشدد على ضرورة مواصلة الحرب من أجل إعادة الأمن إلى سكان جنوب إسرائيل.
ولم يتضح ما حدث لمهاجمي حماس ، لكن مصادر في الجيش الإسرائيلي أشارت إلى احتمال هروبهم.
ومن المتوقع أن يبحث الجيش الإسرائيلي في كيفية تجنب وجود مثل هذا العدد الكبير من الجنود في مكان واحد لتجنب الخسائر الكبيرة في المستقبل دفعة واحدة.
وفي الوقت نفسه، قالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن تواجد الجنود في المباني أكثر أمانًا من الناحية الفنية مما لو كانوا ينتظرون في الخارج في منطقة مفتوحة ومكشوفة تمامًا.
ولم يكن من الواضح ما إذا كان سيكون هناك ما يكفي من ناقلات الجنود المدرعة للقوات نظرا لوجودها في منطقة تعتبر آمنة من الناحية العملياتية، وقد قام الجيش الإسرائيلي بتحويل العديد من موارده إلى جنوب غزة أو جبهات أخرى.
ولم تكن هناك دلائل على أن هذا الحادث المنفرد من شأنه أن يغير هذا التحول، نظرا للضغوط المحلية لإطلاق سراح جنود الاحتياط والضغوط العالمية للحد من الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة.
كما كانت هناك انتقادات مفادها أن الجيش الإسرائيلي كان بإمكانه استخدام القوة الجوية لتدمير المبنى لتجنب المخاطر على الجنود.
ومع ذلك، تجاهلت مصادر الجيش الإسرائيلي هذه الاعتراضات، قائلة إن القوة الجوية لا يمكن أن تكون في كل مكان، وأن الأولوية لها هي مهاجمة وحدات حماس النشطة، وليس مجرد تفجير المباني في المناطق التي تعرضت فيها معظم قوات حماس للهزيمة بالفعل.