"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

واعدًا بمؤتمر دولي للتمويل والإعمار.. ماكرون من بعبدا:لن تتركوا الأمل يضيع في الرمال المتحركة للتسويات

نيوزاليست
الجمعة، 17 يناير 2025

واعدًا بمؤتمر دولي للتمويل والإعمار.. ماكرون من بعبدا:لن تتركوا الأمل  يضيع في الرمال المتحركة للتسويات

في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ألقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلمة ورد فيها الآتي:

تحدث الرئيس ماكرون فقال: “السيد الرئيس، أيها العزيز جوزف، شكرا جزيلا على استقبالكم لنا هنا في قصر بعبدا، وشكرا لكلماتكم تجاه فرنسا. انا سعيد لأكون هنا مجددا. وهي فرحة كبرى تخالجني مع الكثير من التأثر، بعد اربع سنوات على زيارتي الأخيرة للبنان، إثر الإنفجار المأساوي الذي طاول مرفأ بيروت. اربع سنوات ما توقفت عن مساندة لبنان في الساعات الصعبة. أربع سنوات لا يمكن نسيانها. وللتو عشت لحظات قوية حيث كنت وسط اللبنانيات واللبنانيين الذين ينادون بالعدالة ويبكون جرحاهم ومن فقدوهم. لقد لمست الآن قوة هذه الرسالة وهذا اللبنان الذي يستمر، والذي تجسدون الأمل فيه”.

اضاف: “فخامة الرئيس، إن انتخابكم لسدة رئاسة الجمهورية في 9 كانون الثاني، بأكثرية أصوات النواب في المجلس النيابي، أنهى قرابة سنتين من الشغور الرئاسي. كذلك، فإنه من خلال تكليف رئيس جديد للحكومة السيد نواف سلام، بأغلبية واسعة، تم التأكيد على رغبة التغيير، فوضع لبنان على سكة النهوض. ومن ذاك التاريخ الموافق 9 كانون الثاني، وفي قلب الشتاء، ظهر الربيع من جديد. وأنتم تشكلون هذا الأمل، والرئيس المكلف يجسده أيضا. من هنا، فخامة الرئيس، فإن فرنسا التي كانت الى جانب لبنان الحبيب في الظروف الصعبة، ملتزمة بالبقاء الى جانب اللبنانيات واللبنانيين، لكي تساعدكم في النجاح على الطريق الذي تسيرون. إن ما تجسدونه ضروري، كونه طريقا جديدا وعهدا جديدا”.

وتابع: “أنا اعرف مدى إصراركم، وأعرف أنكم لن تتركوا هذا الأمل الذي يبزغ، يضيع في الرمال المتحركة للتسويات. وكما قلتم في خطابكم امام المجلس النيابي، هذه هي ساعة الحقيقة: ساعة مرحلة جديدة، ساعة تغيير في التصرف السياسي وفي العودة الى فكرة الدولة لمصلحة الجميع. إن فرنسا والمجتمع الدولي بأسره، الذي سأواصل تحريكه كما فعلت دائما لوحدي أحيانا، خلال السنوات المنصرمة، في موقف الداعم لكم. هي أيام قليلة في آب من العام 2020 وكنت الى جانبكم، عملت على إحياء موجة تضامن دولي لمساعدتكم على إعادة الإعمار. وكنت اليوم شاهدا على العمل الإستثنائي الذي قام به العديد من المنظمات غير الحكومية، والعديد من اللبنانيين واللبنانيات الذين اعادوا الإعمار وقاوموا”.

وقال: “كما قمنا بتحريك المجتمع الدولي في الأشهر المنصرمة، لا سيما عندما عادت الحرب مجددا الى بلادكم، وتعرضتم الى الغارات الرهيبة الخريف المنصرم وبداية الشتاء. وقمنا بتأمين المساعدات الإنسانية وبدعم القوى المسلحة اللبنانية. نعم، في هذه اللحظة التي نعيشها، نحن ندعمكم، وندعم اولا اهدافكم القائمة على تحقيق سيادة لبنان وقيام دولة تفرض سيادتها على كامل أراضيها. هذا باعتقادي الهدف الأول الذين تعملون له، وهو ضروري للغاية، إذ أنه يشكل الشرط لحماية لبنان من التدخلات والاعتداءات المختلفة، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى. كما يشكل الشرط المطلوب لتثبيت إتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل”.

اضاف: “نحن نعلم، وفق ما عملنا عليه مع الرئيس الأميركي جو بايدن في 26 تشرين الثاني المنصرم، ان وقف إطلاق النار هذا قد وضع حدا لسلسلة جولات من العنف احدثت آلاما جمّة للمدنيين على طرفي الحدود، كما أدت الى نزوح اكثر من مليون وثلاثمئة الف مواطن في لبنان، إضافة الى نحو 4000 قتيل. وشكّل الإتفاق نجاحا ديبلوماسيا، فيما ساهم في إنقاذ حياة مواطنين، وعلينا العمل من أجل تثبيته. إن آلية مراقبته التي تشكل فرنسا جزءا منها ومن واجبها تأمين تطبيق حازم للإلتزامات التي أخذتها السلطات الإسرائيلية واللبنانية على عاتقها من ضمنه، وذلك ضمن المهل الواردة في متنه”.

وتابع: “لقد اطلعت هذا الصباح من القيادتين الفرنسية والأميركية على ما تم إنجازه حتى الساعة، حيث تم انسحاب إسرائيلي في القطاع الغربي، ولكن يجب ان تتسارع وتيرة التطبيق وتتثبت أكثر زمنيا. كما انه يتوجب إنسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وسيطرة آحادية للجيش اللبناني على السلاح. لهذا فإننا مع تقوية الجيش اللبناني وإنتشاره في الجنوب اللبناني”.

وأردف: “إن القوى المسلحة اللبنانية تشكل ركيزة لسيادة لبنان، ويعود لها الدور الذي لا يستغنى عنه لفرض احترام تطبيق وقف إطلاق النار. من هنا وجوب تسريع التطويع في هذه القوى، وتدعيم المساعدة الدولية لجهة التجهيز والتدريب والدعم المالي. وانتم تعلمون حجم الدعم الفرنسي، كما أعلم ان اصدقاءنا في المملكة العربية السعودية وقطر جاهزون لتقديم المزيد، وانا أتمنى مضاعفة هذا الدعم. وعلى أي حال فإن فرنسا اعدت مركزا جديدا للتدريب لنحو 500 عنصر من الجيش اللبناني”.

وقال الرئيس ماكرون: “سنواصل العمل مع شركائنا الأوروبيين وفي الشرق الأوسط ضمن اطار اللجنة العسكرية التقنية في هذا المجال. ان الاتحاد الأوروبي سيعلن قريبا عن جهد إضافي مزدوج لمصلحة القوى العسكرية وقوى الأمن الداخلي بمقدار 130 مليون يورو للعام 2025. كما انه من الواجب تدعيم قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان لكي يكون باستطاعتها ممارسة الدور الملقى على عاتقها. وفي هذا الاطار، فإن الأمين العام للأمم المتحدة هو الآن في الناقورة لمناقشة هذا الأمر، وسوف ألتقي به بعد لحظات لهذه الغاية”.

اضاف: “ان الجهود مبذولة مع الدول المساهمة من خلال قوات لها ضمن اليونيفيل، بالتعاون مع السلطات اللبنانية. وان فرنسا ستساهم بفاعلية من خلال 80 متخصصا في المجال الهندسي يضافون الى ال750 عسكريا فرنسيا الموجودين هنا. وأريد هنا ان أثني مجددا على عمل اليونيفيل، وهو دور محوري في تطبيق القرار 1701 الذي يستند اليه قرار وقف إطلاق النار. نحن لن نتوقف عند هذا الحد بل سنعمل وإياكم من اجل ترسيم الخط الأزرق للخروج بحل مستدام لمصلحة أمن الجميع”.

وتابع: “لقد اعدتم التذكير، فخامة الرئيس ان السيادة لا تعني فقط جنوب لبنان. ولقد شددتم كم ان مراقبة الحدود الأخرى، ولا سيما إثر التحولات الأخيرة الحاصلة في سوريا، تشكل تحديا رئيسيا. لقد وضعتم نصب أعينكم سيطرة آحادية للقوى المسلحة اللبنانية على السلاح، على امتداد الأراضي اللبنانية، والتوصل الى استراتيجية دفاعية وطنية. هذا هو المشروع الوحيد الذي يحول دون إعادة ظهور أنواع من الفوضى معروفة للغاية. نحن ندعم هذا المشروع، كما فعلنا ذلك خلال مؤتمر الدعم الدولي الذي انعقد لهذه الغاية في باريس، في شهر تشرين الأول الماضي. نعم، سندعم هذا المشروع على المدى البعيد. وهذا يؤدي الى نهضة لبنان ليتمتع بالرفاهية لمصلحة الجميع، هذا هو الهدف الثاني لإلتزامنا تجاه لبنان، يأتي في الطليعة تشكيل حكومة بأسرع وقت. والقوى السياسية هي اليوم امام ضرورة تحمل مسؤولياتها، لمواكبتكم ومواكبة الرئيس المكلف. وسنلتقي بعد قليل رئيس مجلس النواب بهدف التحرك الى جانبكم، للتوصل الى حل، وانا ممتن له”.

وقال: “من دون ادنى شك، ان زمن الطوارئ الإنسانية لم ينقضِ. وستسهر فرنسا من اجل الالتزام بالتعهدات التي تم التوصل اليها في 24 تشرين الأول الماضي في باريس، وان تتم ترجمتها ماديا لمصلحة الذين نزحوا عن قراهم، نتيجة الحرب. وحتى اليوم فإن اكثر من ثلثي مبلغ ال 800 مليون دولار التي تم التعهد بها، حتى الآن دفعت فرنسا 83 مليون يورو من اصل ال100 مليون التي كانت تعهدت بها. كما قدمت حتى نهاية كانون الأول 100 طن من المساعدات. ولكن، بما يتخطى هذه التقديمات، فإن المجتمع الدولي مدعو إلى استباق تقديم دعم كبير من اجل إعادة بناء البنى التحتية والمباني التي تهدمت نتيجة العدوان، وبصورة خاصة في الجنوب، حيث ان العديد من اللبنانيين الذين نزحوا، عادوا ليجدوا منازلهم وقراهم باتت رمادا. ولقد أثرنا المسألة مع السيد الرئيس الذي ما ان يأتي الى فرنسا بعد عدة أسابيع، فإننا سوف ننظم مؤتمرا دوليا من اجل إعادة الاعمار وتحريك المجتمع الدولي في هذا الاتجاه”.

أضاف: “إن فرنسا ستكون الى جانبكم، مع اوروبا، والمنطقة بأسرها، لتحريك أصدقاء لبنان بهدف تحقيق هذه الغاية، وسوف تؤمّنون العناية اللازمة ليكون الاطار السياسي واضحا ولتكون طريقة توزيع هذه المساعدات وطرق إعادة الاعمار ضامنة لحكمة شفافة في خدمة الشعب اللبناني والأراضي اللبنانية”.

وتابع: “بالإضافة الى كل هذا، فإن الإصلاحات المطلوبة معروفة. انتم تنادون بها وتدافعون عنها، وهي منتظرة من قبل مواطنيكم، من الإصلاح المصرفي الى إصلاح قطاع الطاقة ومحاربة الفساد. إن كافة هذه الإصلاحات الضرورية، على الحكومة التي ستشكل ان تحملها وهي غير منفصلة عن همّ إعادة الاعمار. وفرنسا ستكون الى جانبكم للمساعدة في تحقيقها. وأدرك انكم ستعرفون اختيار مسؤولين مثاليين للقيام بها. ان مجموع هذه النقاط سوف يساهم في تحقيق الهدف الثالث الا وهو التوصل الى امّة لبنانية متصالحة وموحدة بتعدديتها”.

وقال: “لقد ذكرتم للتو رينان والجنرال ديغول، السيد الرئيس العزيز جوزف، انهما حملا صورة فرنسا حيث المواطنة تتفوق على كافة انواع الانتماءات الأخرى. وبالواقع، فإن اقوى أنواع الانتماءات هي لجمهورية في قوامها الكوني. وما تحملونه يشكل هذا الوعد، وعد تعددية تحترم كافة الديانات والطوائف وحيث لكل احد مكانه، وفي خلق هذه التعددية تكمن إرادة خدمة الوحدة، وحدة الامة. في هذه الوحدة وهذه التعددية المتصالحة، السبيل الصحيح. ولأن لبنان يحمل في جيناته هذا الوعد، لطالما ذكرت ان وطنكم هو اكبر من ذاته لأنه يحمل بالواقع، ما هو ابعد من تلك اللحظات المظلمة التي يذكرها جينيه والتي ذكرتموها، انه يحمل امكانية العيش معا في هذه المنطقة”.

اضاف: “ان لبنان هو الوعد بأن هناك طريقا أخرى غير الانكفاء خلف التقوقع الاتني او الديني، طريق المواطنة المتصالحة. هذا هو النفس الذي تحملونه، وهذا هو الأمل الذي تدافعون عنه. وانني أتمنى بعمق ان تندرج الإصلاحات المقبلة والمشاريع السياسية التي ستحملونها، في هذا السياق”.

وختم: “هذا ما وددت قوله هنا، السيد الرئيس إنما حضوري هدفه شكركم وتهنئتكم، وشكر الذين انتخبوكم، وتوجيه الثناء والتقدير للشعب اللبناني، محييا ذكرى الاف الضحايا الذين فقدهم لبنان منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل في أيلول الماضي. وهي حرب أغرق فيها لبنان بالرغم من ارادته، من خلال لامسؤولية البعض، وواجهها اللبنانيون بتضامن مذهل، مرة جديدة، لمساعدة العدد الكبير من النازحين. فلأجل توجيه التحية الى هذا الشعب الذي يتألم، منذ سنوات طوال، اتيت. ان الأمل يعلو من جديد. انتم هنا، ونحن الذين كنا الى جانبكم في الظروف الصعبة، سنكون معكم في هذا العهد الذي بدأ”.

المقال السابق
والدة اوستن تايس عند عون طلبا للمساعدة
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

"حزب الله" يروي للجنوبيين ما يخربه احتلال اسرائيلي أعاده ويضع التحدي عند الدولة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية