وا عرباه!
مش راح تفرق كتير إذا رجع النظام السوري الى جامعة الدول العربيّة أو استمر قرار طرده منها ساري المفعول، لأنو هيدي الجامعة، حتى تاريخو، أثبتت إنّو ما بيطلع من أمرها شي، فهي تركت شعوب لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها فريسة سهلة لكل وحش انقض عليها من الداخل والخارج، سواء من العرب أنفسهم أو من العجم!
ومع ذلك، بحز بالنفس إنّو الدول العربيّة عم تتجاوز كل المجازر اللي ارتكبها النظام السوري، بحق شعبو، وكل الجرائم اللي ارتكبها بحق الشعوب الأخرى، متل إغراقها بالنازحين من دون أن يرف له جفن، ومتل إرسال أطنان المخدّرات من دون أي اكتراث، وكأنّ شيئًا لم يكن!
اللي بيطلّع كيف عم تتصرّف الدول الأوروبية ضد روسيا وقيادتها و رئيسها فلاديمير بوتين للوقوف الى جانب أوكرانيا، وبيطلع كيف عم تتصرّف الدول العربيّة مع النظام السوري، ما بيتأسّف على الضحايا بقدر ما بخاف على الأحياء!
مش بس الدول العربيّة عندها مصالح، وعندها مخططات تنموية، وعندها مخاوف، كمان الدول الأوروبية عندها كل هالشي، ومع ذلك، ومن أجل مستقبل دولها ومستقبل شعوبها، عم بتقدم تضحيات كبيرة حتى تفهّم بوتين واللي ممكن يجي بعد بوتين، إنّو ما حدا بيقدر يعمل اللي هوي عملو وعم يعملو بأوكرانيا ويطلع صاغ سليم!
على الأرجح، النظام السوري، وفق ما صار مفهوم من بيانات وتصاريح عدّة، مش راح يرجع هالسنة الى جامعة الدول العربيّة، ولكن هيدا ما بيكفي، لأنّو قبل أيّ خطوة انفتاحية على هيدا النظام، لازم يتحاسب على أفعالو الجرميّة اللي بيعرفها العرب قبل الغرب، حتى اللي صار ما ينعاد، وحتى الشعوب العربيّة تعرف إنو إلها قيمة ومنها مجرّد كمية فائضة من البشر بيقدر أي ديكتاتور، ساعة اللي بدّو، يقتلها ويسحلها ويعتقلها ويجوّعها ويسرقها ويهجّرها!
مش الصين وروسيا كان لازم يمونوا على الدول العربيّة حتى تنفتح على النظام السوري. الدول العربيّة أقوى من هيك بكتير، لأنو الكل عم يركض صوبها حتى يحقق مصالح كبيرة فيها. مشان هيك العكس كان لازم يصير، أي إنّو الصين وروسيا هي اا للي لازم تتنازل عن بشار الأسد، لأنّو مصافحة هيك إيد ما بتنضف ايد الأسد، بل بتوسّخ الإيد اللي انوضعت بإيدو!
