"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

توفيق هندي يكتب عن 7 آب وأسبابه ويكشف أسرار اعتقاله وخلفياته

نيوزاليست
الاثنين، 7 أغسطس 2023

توفيق هندي يكتب عن 7 آب وأسبابه ويكشف أسرار اعتقاله وخلفياته

كتب الدكتور توفيق هندي

7 آب 2001 محطة تاريخية مهمة لأضخم عملية قمع قامت بها السلطة الأمنية-السورية اللبنانية منذ 1994 بهدف الإجهاز على المسيرة الاستقلالية التي شهدت انطلاقتها العملية في 20 أيلول 2000 من بكركي.

وقد سبقت هذه الانطلاقة أحداث مهمة مهدت لها، أهمها جلاء الاحتلال الإسرائيلي عن جنوب لبنان في 25 أيار 2000، حيث أصبح بإمكان القوى السيادية المطالبة برفع الوصاية السورية عن لبنان، من دون أن تُتّهم زورا” بالعمالة لإسرائيل. وكان قد فشل لقاء كلينتون-الأسد في جينيف في الشهر عينه وتوقفت المفاوضات نهائيا” على المسار السوري- الإسرائيلي. وفي 10 حزيران، توفي الرئيس السوري حافظ الأسد وتغيّرت القيادة في سوريا. فأضعف هذان الحدثان النظام السوري ووضعاه على طريق العزلة الدولية. وأجريت الانتخابات النيابية في آب 2000 وفقًا لقانون غازي كنعان. وتمّ توقيت نداء بكركي الشهير بعد حدوث كافة هذه التطورات المهمة جدًّا.

ومواكبة لهذه التطورات ، ازداد التنسيق في هذه الفترة بين القوى السيادية: من جهة لجنة التنسيق الثلاثية (“التيار الوطني الحر”، “القوات اللبنانية”،“الأحرار”) ومن جهة أخرى “لقاء قرنة شهوان” غير العلني والذي كان يضم في صفوفه أعضاء لجنة التنسيق الثلاثية إلى جانب شخصيات أخرى.

وكانت زيارة غبطته لأميركا مناسبة لترسيخ خطابه السيادي. وعند عودته، تمّ تنظيم استقبال شعبي حاشد في بكركي، بناء على إصرار “لقاء قرنة شهوان” غير العلني على اقتراحه في هذا الخصوص، فبات للحركة السيادية في لبنان رأسًا أو مرشدًا وخطابًا وطنيًّا وشعبية واسعة. وأصبح لا بد من استكمال بنائها بإعلان تأسيس “لقاء قرنة شهوان”الرسمي والموسع في 30 نيسان 2001 ليكون بالإضافة إلى “التيار الوطني الحر” ساعدها السياسي.

ومع التطور والنمو السريعين للحركة السيادية بدأت تتلبد الغيوم في سماء النظام الأمني السوري- اللبناني وبدا له وكأن التواصل بين الحركة السيادية والسيد وليد جنبلاط بات ينذر بتمدده إلى الشهيد الرئيس رفيق الحريري وربما إلى الرئيس نبيه بري، أي إلى داخل السلطة، مما كان يضاعف الخطر عليه. وأتت زيارة غبطته للجبل من 3 إلى 5 آب 2001 لترسي المصالحة التاريخية وتشكل نقلة نوعية في الوضع. فكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. فانقضت السلطة على الحركة السيادية بهدف إلغائها إلغاء كاملًا، كحد أقصى، ووضع حد لنموها المطرد كحد أدنى.

وإذا كان 7 آب عنوانًا لقمع طلاب الحركة السيادية وبعض كوادرها وقياداتها إلى جانب بعض الصحافة، فإنه بالدرجة الأولى عنوان لخطف واحتجاز و”محاكمة” توفيق هندي، لما كان لهذا الأمر من معان وتداعيات خطيرة.

ولا بد هنا من التذكير بأن خطة السلطة تمحورت حول “محاكمتي”: فبركت مؤامرة جعلتني بطلها، مفادها أنّني تآمرت مع إسرائيل بهدف لا يقل عن التعرض لأمن الدولة، أي للانقلاب على السلطة الأمنية القابضة على حرية لبنان. لا داعي للدخول في آلية هذه الفبركة لأنّ هذا موضوع جزء أساسي أعددته خلال فترة سجني لكتاب سوف أنشره في حينه.

أتت زيارة البطريرك صفير للجبل من 3 إلى 5 آب 2001 لترسي المصالحة التاريخية وتشكل نقلة نوعية في الوضع، فكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. فانقضت السلطة على الحركة السيادية بهدف إلغائها إلغاء كاملًا، كحد أقصى، ووضع حد لنموها المطرد كحد أدنى

إذن، لماذا بين كل قيادات الحركة السيادية انتقتني السلطة لتفعل فعلها؟ هل لتحاكم من خلالي نهج الممانعة الصادقة الأصيلة النظيفة المقدامة الجريئة ونموذج المناضل من أجل الحرية المختلف عن نموذج السياسي التقليدي؟! هل لأنّني الحلقة الأضعف؟ أو لأني الحلقة الأقوى؟ أو للإجهاز على الحركة السيادية أو لقاء قرنة شهوان الذي صوِّر في القرار الإتهامي على أنه منتج إسرائيلي؟ أو للإجهاز على القوات اللبنانية حيث لعبتُ دورًا أكثر من أساسي منذ 1994 في إعادة إحيائها وتفعيلها ودورًا أكثر من أساسي في منع خطفها من قبل السلطة إلى مواقع سياسية تخالف طبيعتها؟ أو لأنّني ناضلت في سبيل إخراج رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بشتى الوسائل، بما فيها تبنّي مطلب إخراجه من قبل قرنة شهوان والربط بين هذا الهدف وإخراج سوريا من لبنان وبالتالي إفشال خطة سوريا في إيهام بعض القواتيين بإمكان إخراجه عبر صفقة معها؟! هل لأنّني كنت على تقاطعات في غاية الخطورة: بكركي، قرنة شهوان، القوات، لجنة التنسيق الثلاثية؟! هل “لأنكم تتصالحون في الجبل أنتم وجنبلاط بعد أن دمرتم لبنان.” أو “لأنك كنت دائما” ضد الدولة عندما كنت يساريا” كما عندما أصبحت قواتيا؟” وهذا ما قاله لي المحقق الرئيسي في أول جلسة تحقيق في وزارة الدفاع …ألخ.

ما هو الجواب على كل هذه التساؤلات وغيرها. في الحقيقة، إنّ سير التحقيقات وبخاصة الأولية منها سهّلت علي الإجابة :

لقد انتقتني السلطة لأنني كنت في الوقت عينه الحلقة الأضعف والحلقة الأقوى.

الحلقة الأضعف لأنني لست من “العرق” اللبناني كما قالوا لي في أول جلسة تحقيق في وزارة الدفاع، ملمّحين بذلك إلى أصول عائلتي الحلبية. والمضحك المبكي أن تصدر هكذا ملاحظة من قبل من كانوا ينفذون أوامر عنجر! وقالوا لي: إنك سريان كاثوليك، أي لا أنتمي إلى الطائفة المارونية الأساسية إنما إلى أقلية صغيرة لا ثقل سياسيًا لها، وفي هذا الكثير من الفوقية والإحتقار للأقليات الصغيرة. وكانوا على علم بأنني لم أكن ثريًا بالرغم من أصولي البرجوازية كما أنّني لم أسرق عندما كان بمقدوري أن أفعل، كما كانوا يعلمون إني لست من عائلة سياسية وليس لدي عشيرة أو قبيلة او منطقة وأن انتمائي القواتي قد يعطي نوعًا من الصدقية لطبيعة الاتهام الخطير الذي ألصقوه بي. فاعتبروا أن كل هذه النقاط هي نقاط ضعف تفقدني القدرة على الدفاع عن نفسي كما لو كنت مقطوعًا من شجرة وأن خطورة الاتهام سوف تحول دون أن يتجرأ أحد على الدفاع عني فأصبح لقمة سائغة في أفواههم.

كما كنت الحلقة الأقوى لأربعة أسباب:

أولًا، للدور التواصلي الحواري التوحيدي الفاعل الذي لعبته على الساحة السياسية المسيحية وحتى الوطنية. فكانوا يعتبرونني مقربًا من غبطة البطريرك صفير ويرون أنّ تأثيري عليه كان في غاية السلبية، علمًا أن لغبطته رأيًا وطنيًا واضحًا قد يتماهى مع رأي هذا أو ذاك، ولكن لا أحد يمكنه التأثير على قناعاته ومسلماته الوطنية. وكان التنسيق بين “التيار الوطني الحر” و”تيار القوات اللبنانية” أكثر ما يرعب السلطة، وكنت قد آثرت العمل على هذا التنسيق منذ 1996 وصولًا إلى لجنة التنسيق الثلاثية في ال 2000، كما لعبت دورًا محوريًا في تأسيس لقاء قرنة شهوان الأول في 1999 الذي توقف بعد عدد من الجلسات نتيجة ملاحقات تعرضت لها من قبل المخابرات، كما لعبت الدور عينه في تأسيس لقاء قرنة شهوان غير العلني وفي الإصرار على توسيعه وخروجه إلى العلن في 30 نيسان 2001 .

إلى جانب ذلك كله، كنت أتواصل مع القيادات المسلمة، وقد عقد أول لقاء بين الأستاذ وليد جنبلاط وبيني لمدة ساعة في بيت الصديق المرحوم وديع عقل وبحضوره، في ظل أوضاع خطيرة جدًا بين مرحلتي إنتخابات ال 2000 . وشكل هذا اللقاء فاتحة العلاقات “القواتية” مع جنبلاط. في ذاك الوقت كانت تعتبر سوريا أي لقاء يتم بين أي قيادي مسلم مع أي طرف من الأطراف السيادية المسيحية خارج رقابتها تآمرًا موصوفًا عليها، باعتبارها المسلمين طبيعيًا في خندقها.

ثانيًا، لأنّ خطابي السياسي يتصف بالصلابة والليونة في الوقت عينه، وكان شعاري: التمسك بالمبادئ والليونة في التطبيق. فكنت مثلًا أطالب بتنفيذ الدستور والطائف ولا أتخذ موقفًا” انقلابياً منهما. لذا، كان هذا الخطاب في غاية الإحراج بالنسبة للسلطة خاصة وإنه صادر عن طرف مصنف تقليديًا على أنه متطرف وله جمهور واسع.

ثالثًا”، لأني كنت ” لاعبًا إقليميًا” ودوليًا ”، كما قال لي المحقق الرئيسي في وزارة الدفاع في إحدى جلسات الاستجواب. وقد هزئت منه عندها لما في هذا القول من مبالغة. والحقيقة هي أنّني كنت أتعاطى بما يمكن إعتباره لونًا من ألوان الدبلوماسية السرية، بهدف تغيير موقف القوى الدولية الفاعلة من تلزيم إدارة لبنان لسوريا وإقناعها بأن اللبنانيين قادرون على حكم أنفسهم بأنفسهم من دون أي وصاية خارجية.

رابعًا، لانتمائي القواتي، أي لجماعة سياسية أساسية في الوسط المسيحي. ولكن ما هو أهم من انتمائي هذا هو الدور المحوري الذي لعبته ضمن هذه الجماعة منذ 1994. فقد عملت على عدم تمكين السلطة من إلغاء القوات وطنيًا، سياسيًا وشعبيًا، بعد حلّها وسجن رئيسها الدكتور سمير جعجع الذي ساهمت في تحويل المطالبة بإخراجه من السجن إلى مطلب مسيحي في مرحلة أولى ومن ثم إلى مطلب وطني لبناني، وقبيل توقيفي، تصديت بشراسة لمحاولات السلطة لنقل القوات من موقعها السيادي الطبيعي إلى موقع التبعية الواقعية. وقد كنت في كل الفترة التي سبقت أسري أستقرأ الواقع اللبناني، أصوغ المواقف القواتية، أتحدث باسم القوات وأتخذ المبادرات باسمها، وأتواصل مع كوادرها، وبالتالي، أساهم بقوة وفعالية في حضورها على الساحة الوطنية. قد يتساءل البعض: من وكّلني بذلك؟ لا أحد سوى ضميري وقناعاتي وإحساسي بالمسؤولية وذلك أولًا، لأن موقعي في القوات كان قبل حلها الموقع السياسي بامتياز، وبالتالي كان اندفاعي هذا طبيعيًا” جدًا وفي سياق استمرارية هذا الدور، وثانيًا، لأنّ في تلك الأوقات العصيبة لم يشأ أو لم يجرؤ أي من قيادات الصف الأول باستثنائي على التحرك في سياق الحفاظ على الثوابت القواتية.

كيف ساهم أسامة بن لادن بالإفراج عن توفيق هندي؟

وهكذا، فانتقائي ضحية من قبل السلطة كان لاعتبارها أن الفتك بي لن ينتج تداعيات ذات شأن، هذا من جهة، ولأنّ فاعاليتي في التصدي لها باتت بنظرها تتطلب التخلص مني، من جهة أخرى، وهذه هي سمة الديكتاتوريات، أي أن تغتال أخصامها عندما تستشعر الخطر الآتي من تحركاتهم.

وأجزم بأنّ السلطة الأمنية السورية – اللبنانية أرادت في مرحلة أولى أن تلغيني جسديًا بدليل فقداني لما يقارب التسعة كيلوغرامات من وزني خلال الأحد عشر يومًا، فترة احتجازي في وزارة الدفاع، مما يدل على حجم التعنيف الجسدي والنفسي والمعنوي الذي تعرضت له في أخطر مرحلة من حياة إنسان، أي مرحلة الخمسينات، وبدليل آخر أن القرار الظني طالب لي بحكم الإعدام. والمضحك المبكي أن أحد القضاة المعنيين الرئيسيين بمحاكمتي قال لي، بعد ثلاثة أشهر من خروجي من السجن وبصوت مرتفع أمام جمهور واسع في صالون كنيسة الحكمة جاء للتعزية بفقيد وذهل الناس لما سمعوه: “قلت لعديلك (أي مسعود أشقر) عندما كنت لا تزال قيد المحاكمة أنهم سوف يحكمون عليك بالسجن خمسة عشر شهرًا ليحفظوا ماء وجوههم”.

أما، لماذا اضطروا على التراجع في النهاية؟ ومن أنقذني؟

يوم شعر البطريرك صفير بأنّ هناك معتقلًا بالنيابة عنه؟

لا شك في أنّ المحامين والسياسيين والإعلاميين وجمعيات حقوق الإنسان والأصدقاء والمحبين والمجتمع المدني والشعب وقفوا إلى جانبي في محنتي. أنا أشكرهم جميعا” أنا مدين لهم. غير أن الدور الحاسم كان لثلاثة: زوجتي كلود، غبطة البطريرك صفير وأسامة بن لادن.

أسامة بن لادن، بتنفيذه عملية 11 أيلول، غيّر المعطيات الدولية وأستشعرت سوريا خطر انقلاب الموقف الأمريكي، مما جعلها والسلطة اللبنانية التابعة لها أكثر حذرًا في التعاطي مع ملف المعتقلين السياسيين ولا سيما ملفي وبالتالي أكثر قابلية للاستجابة لضغوط غبطته للإفراج عني.

البطريرك صفير لأنه منذ اللحظة الأولى، وبالرغم من التضليل التي حاولت أن تمارسه عليه السلطة لتضرب ثقته بي، لم يتوان لحظة من المطالبة بإصرار بالإفراج عني وإعادة حقوقي إليّ. يوم الجمعة الحزينة عام 2002 زارت زوجتي كلود غبطته وخلال هذا اللقاء بدا التأثر على وجهه فقال لها والدمعة في عينه: في الحقيقة “لازم أعترف بهاليوم المقدس انو توفيق بسجنه عم يدفع الثمن عنا كلنا وعني بشكل خاص، اعتذريلي منه وانا كنت لازم كون محلو بالحبس”.

كلود لأنها جعلت من سجني قضية وطنية. وهي كذلك. ولكن أيضا” لأنها أجادت في طريقة طرح قضيتي بكثير من الذكاء والتجرد وشجاعة لا مثيل لها ومن دون أي مقابل. وهي أول من طرح قضية القضاء المسيّس والأجهزة الأمنية وفضحت علاقتهما العضوية في إطار النظام الأمني الذي كان يحكم لبنان وهي واجهتهم أحيانًا وحيدة في أوج جبرؤوتهم. وقد وصلها في حينه أكثر من تهديد مفاده أنها إن لم تصمت، فمصيرها يكون مشابهًا لمصيري. وهي لم تصمت!

وهكذا تكون السلطة قد اعترفت من خلال صب غضبها علي، بفعالية مواجهتي لها.

لقد قضيت في المعتقل 461 يومًا من الرعب والعذاب والإهانة وفقدان الحرية والكرامة الإنسانية. وباحتجازي غير المشروع، فهم قهروا، أهانوا، وعذبوا زوجتي وأولادي وأهلي وأصدقائي ورفاقي ومحبيي وشريحة واسعة من المجتمع كانت ترى في سجني رمزًا لسجنها وعذابها.

ولكي لا يبقى 7 آب مجرد ذكرى، وكي لا تعاد المأساة، ولأن لبنان يرزح تحت سلطة الجمهورية الإسلامية في إيران من خلال “حزب الله” والطبقة السياسية المارقة، القاتلة والفاسدة، ولكي نتعلم من التجربة ، ولأنّ التسويات المؤقتة تبقيه في حالة غيبوبة ولا تشفيه، ولا سيما عندما تكون المنطقة حبلى بمتغيرات في موازين القوى قد تطيح بالكيان اللبناني أو تفتح باب تحرره، يتوجب الإبتعاد عن لعبة السعي إلى لسلطة تحت إدارة “حزب الله” بحجة الواقعية السياسية، وإعطاء الأولوية للعمل الوطني، كما التوحّد في لقاء عابر للطوائف يهدف إلى إستعادة لبنان حريته وسيادته وإستقلاله تمهيدًا لبناء الدولة العصرية القوية الآمنة المستقرة المزدهرة السيدة الحرة العريبة الديمقراطية.

المقال السابق
وقاحة "حزب الله" التسلّطية تصل الى قعرها في الملف الرئاسي..كيف ذلك؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

هذا ما يتضمنه اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية