"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

طوفان الأقصى وسر التوقيت: التحالف السني ـ الاخواني والشيعي ـ الخميني يقلب الطاولة على الجميع

ابراهيم ناصر
الأحد، 5 نوفمبر 2023

طوفان الأقصى وسر التوقيت: التحالف السني ـ الاخواني والشيعي ـ الخميني يقلب الطاولة على الجميع

أصحاب القرار الذين كرّسوا الكثير من الموارد البشرية والمادية والتقنية وامضوا شهورًا في التخطيط والتدريب لإنجاح عمليتهم في السابع من تشرين الأول 2023 قد وضعوا لها أهدافًا سياسية واضحة ومحددة يتوجب تحقيقها وهي بالطبع غير ما أُعلن عنه من شعارات

1- طوفان الأقصى: ماذا وراء ضخامة هذا الحدث؟

في اليوم التالي لعملية حماس غير المسبوقة في غلاف غزة سارعت قيادة الحركة لشكر إيران على الدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية لإنجاح العملية فيما لم تتأخر القيادة الإيرانية عن تهنئة الفلسطينيين على انتصار السابع من تشرين وذهب المرشد الإيراني علي خامنئي الى حد الإعلان عن تقبيل جباه وساعد المخططين للعملية واصفًا إياها بالزلزال المدمر وبالملحمة البطولية.

وما ان باشرت إسرائيل بالرد عبر القصف الجوي لقطاع غزة حتى بدأت إيران بتحريك أدواتها وميليشياتها في المنطقة في اشارة إن لم تكن تبنيًا لما قامت به حماس فعلى الأقل للإعلان عن انّ ما يجري يحدث بالتنسيق معها وبدعم منها وتحقيقًا لأهداف مشتركة رسمت خلال اجتماعات مطولة في غرف عمليات موحدة.

من المؤكد ان أحدًا من خارج الدائرة المصغرة التي صنعت قرار طوفان الأقصى لم يكن على علم بالأهداف السياسية المبتغاة من وراء تلك العملية، لكن من المؤكد أيضًا أنّ أصحاب القرار الذين كرّسوا الكثير من الموارد البشرية والمادية والتقنية وامضوا شهورًا في التخطيط والتدريب لإنجاح عمليتهم قد وضعوا لها أهدافًا سياسية واضحة ومحددة يتوجب تحقيقها وهي بالطبع غير ما أُعلن عنه من شعارات مثل الرد على ما يتعرض له الفلسطينيين من تنكيل، إن في غزة او الضفة، أو تلقين إسرائيل درسًا اليمًا وإظهار هشاشة منظومتها الأمنية والعسكرية، أو الانتقام للمسجد الأقصى الذي يتعرض من وقت لآخر لهجمات المتشددين الإسرائيليين.

ومن البديهي ان تكون تلك الأهداف الموضوعة ذات أهمية استراتيجية وحتى مصيرية نظرًا لحجم العملية ونوعيتها غير المسبوقة ونظرا للمخاطرة العالية السقف المرافقة لها واقلها توقع الرد الإسرائيلي وقساوته والثمن الباهظ المتوقع تكبده إن على صعيد ضرب منظومة حماس العسكرية او على صعيد الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف المدنيين وتدمير البنى التحتية والمدن والاحياء الغزّية.

يصبح إذن من المهم والضروري محاولة التفكير في الحوافز التي أملت على حماس وداعميها من قادة ما بات يعرف بمحور الممانعة الدخول في مغامرة عسكرية فائقة المخاطر وفي المردود السياسي المبتغى منها. ولعل ما كان مخططًا له لطوفان الأقصى هو ان يكون تجسيدًا مدوّيًا لعمق التحالف بين حماس وإيران وأن يشكّل نقطة تحول استراتيجي بتداعيات مزلزلة على دول المنطقة وأن يُرمز للسابع من تشرين كعنوان لانطلاق تيار جارف تحت راية تحالف الاسلامين السياسيين الشيعي الخميني والسني الاخواني للسيطرة على العالم الإسلامي. كيف ذلك ؟

لعل ما كان مخططًا له لطوفان الأقصى هو ان يكون تجسيدًا مدوّيًا لعمق التحالف بين حماس وإيران وأن يشكّل نقطة تحول استراتيجي بتداعيات مزلزلة على دول المنطقة وأن يُرمز للسابع من تشرين كعنوان لانطلاق تيار جارف تحت راية تحالف الاسلامين السياسيين الشيعي الخميني والسني الاخواني للسيطرة على العالم الإسلامي

نصرالله وهنية حماس وحزب الله

2- حماس ـ إيران: تحالف ذو أبعاد استراتيجية

لا بد قبل الغوص في هذه المسألة من الإشارة الى التمايز بين حماس من جهة وبين ايران وأذرعها الممتدة من العراق فسوريا وصولا الى لبنان من جهة أخرى ومن المهم التركيز على عدم وضع حماس في المنزلة نفسها لتلك الاذرع لناحية التبعية لإيران. فلحماس- حتى كتابة هذه السطور- السيطرة الكاملة على قطاع غزة وتديره بواسطة أجهزة ومؤسسات “شبه دولتية” كما انّها تتمتع بوجود ونفوذ لدى فلسطينيي الضفة لا يستهان به. وبهذا المعنى فإنّها تملك بواقع الحال شرعية التحدث باسم الفلسطينيين وقضيتهم بالشراكة مع السلطة الفلسطينية في رام الله. ومن المسلم به انّ شعلة القضية الفلسطينية لا تزال مضاءة ولو بدرجات مختلفة في عقول معظم الشعوب العربية والمسلمة. كذلك فإنّ حماس قد نجحت خارج دائرة إيران في نسج تحالفات خارجية تتلقى منها الدعم على المستوى السياسي وأحيانا المالي وعلى رأسها قطر وتركيا، عدا عن علاقات بدول واطراف خارجية أخرى. وليس تفصيلًا أيضًا فإنّ حماس حركة إسلامية سنية فلسطينية منبثقة عن التنظيم العالمي لجماعة الاخوان المسلمين وهو التنظيم النافذ والحاضر ولو بدرجات متفاوتة عبر شبكات عنكبوتية ضخمة من المؤسسات على مستوى العالم حيث هناك تواجد لمسلمين سنة، وتستمد حماس من هذا الانتماء دعمًا سياسيًّا وشعبيًّا ومالياًّ لا يستهان به. كل ذلك يحصّن حماس كتنظيم سياسي عسكري يتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية السياسية والمالية تؤمن له هامشًا واسعًا من المناورة والعمل على مستويات عدة في مقابل اي طرف خارجي، ولو كانت إيران ذلك الطرف.

بين إيران وحركة حماس علاقة تحالفية عنوانها محاربة إسرائيل واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم على ارض فلسطين التاريخية وقد ترسخت تلك العلاقة التحالفية في السنوات الأخيرة وتمّ تتويجها منذ أشهر بما بات يعرف بوحدة الساحات في مواجهة الدولة العبرية. ولا تخفي إيران دعمها لحماس عبر إمدادها بالسلاح والمال وبتقنيات التصنيع الحربي عدا عن التدريب القتالي والتنسيق المباشر سياسيًّا وعسكريًّا او بين حماس والاذرع الإيرانية وبشكل خاص مع “حزب الله” في لبنان برعاية مباشرة من قيادة فيلق القدس الإيراني.

حماس حركة إسلامية سنية فلسطينية منبثقة عن التنظيم العالمي لجماعة الاخوان المسلمين وهو التنظيم النافذ والحاضر ولو بدرجات متفاوتة عبر شبكات عنكبوتية ضخمة من المؤسسات على مستوى العالم حيث هناك تواجد لمسلمين سنة، وتستمد حماس من هذا الانتماء دعمًا سياسيًّا وشعبيًّا ومالياًّ لا يستهان به

3- الإسلام الاخواني والسيطرة على العالم العربي: حلم يتجدد

تحت شعار الإسلام هو الحل ما زال الحلم الاخواني حيًّا وقائمًا لإنشاء ثيوقراطيات إسلاميّة سنيّة على أنقاض الديكتاتوريات العربية المتعثرة وذلك على الرغم من فشل التجربتين التونسية والمصرية إثر انتفاضات الربيع العربي. اذ كما هو معلوم يعتبر الاخوانيون أن سقوطهم أتى فقط بقوة الانقلاب وكسرًا للإرادة الشعبية وبانّ تجربتهم لم تأخذ ما يكفي من الوقت لإثبات نجاحها. هذا فضلًا عن مباركة غربية وبخاصة أميركية كشفت عنها في وقتها إدارة الرئيس باراك أوباما لاقتسام دول الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل بين الإسلام الشيعي الخميني والإسلام السني الاخواني.

وليس خافيًا تجذر وانتشار الفكر الاخواني لدى شرائح واسعة من مجتمعات الدول العربية تروِّج له من دون جلبة كبيرة منذ سنوات طويلة وبأسلوب القوة الناعمة شبكة واسعة من الجمعيات الدينية والناشطين وأئمة المساجد تعمل. ويعمل جميع هؤلاء على تهيئة رأي عام يمكن استخدامه سياسيًّا في الظرف المناسب.

وفي حين مثّل الفراغ والفوضى الناتجان عن ثورات الربيع العربي فرصة ذهبية للأحزاب الاخوانية الجيّدة التنظيم والواسعة الانتشار للانقضاض على الحكم ولو لحين، فإنّ مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة والمتفاقمة في ظل غياب أي افق سياسي لحل مستدام وعادل لها تبقى ساحة مثالية ودائمة للاستغلال السياسي وعنوانًا شديد الجاذبية لنمو ايديولوجيات متطرفة ولتحقيق اجندات سياسية طموحة بعيدة كل البعد عن استرداد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. ولعلّ المثال الصارخ في هذا المجال ما نشهده منذ الثورة الخمينية من نجاح في الاستثمار الإيراني في الموضوع الفلسطيني في سبيل الهيمنة على دول المنطقة وتحقيق الحلم الامبراطوري الفارسي، وذلك بالطبع من دون أي مكسب ملموس للفلسطينيين ما خلا ترديد شعارات تدمير إسرائيل وتحرير القدس والتسبب بالمزيد بالمآسي للشعب الفلسطيني.

إنّ مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة والمتفاقمة في ظل غياب أي افق سياسي لحل مستدام وعادل لها تبقى ساحة مثالية ودائمة للاستغلال السياسي وعنوانًا شديد الجاذبية لنمو ايديولوجيات متطرفة ولتحقيق اجندات سياسية طموحة بعيدة كل البعد عن استرداد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني

محمد بن سلمان وقادة العالم

4- النموذج السعودي الصاعد: خطر يهدد الإسلامين السياسيين الشيعي والسني

منذ اعتلاء الأمير محمد بن سلمان ولاية عهد المملكة العربية السعودية وكشفه عن تصوره الشديد الطموح لمستقبل بلاده تعرض الأمير الشاب لحملة من التشكيك فيما راهن الكثيرون على فشله لافتقاره للخبرة السياسية ولأدوات القيادة في مملكة محافظة تحكمها توازنات دقيقة في غاية التعقيد. واجهته منذ البداية تحديات خطِرة وعالية السقف من أهمها التهديد الاستراتيجي القادم من خاصرته اليمنيّة بعد سيطرة الحوثيين حلفاء ايران على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد ما دفعه لإطلاق “عاصفة الحزم” العالية الكلفة ماليًّا وسياسيًّا، ثم كان عليه مواجهة مراكز النفود الصلبة والمتشعبة داخل العائلة المالكة والمتربصة به للانقضاض عليه عند اول إشارات الضعف فكانت عملية “فندق الريتز” الشهيرة ثم انفجرت بوجهه قضية اغتيال الخاشقجي في إسطنبول وتداعياتها على سمعته عالميا وتشويه صورته كزعيم شاب تحديثي، ثم اتى انتخاب جو بايدن رئيسا ليفتح مرحلة من اهتزاز وتوتر العلاقة التحالفية مع الولايات المتحدة الأميركية كادت تسفر عن عزل السعودية على الساحة الدولية. لكن سرعان ما تم تجاوز تلك التحديات وبدأت شيئًا فشيئًا تتكشف امام العالم معالم مملكة مغايرة لما اعتاده لعقود من الزمن. من بلد يتميز بالجمود والتثاقل، شديد المحافظة حتى التزمت، مفرط في الاستهلاك يتكئ حصرا على الريع النفطي ويضع جانبا قدرات كامنة هائلة، يتظلل واهما بالعباءة الأمنية الأميركية العالية الكلفة ويتبع سياسة خارجية مترددة وشديدة الحذر، إلى ممكلة تحقق قفزات نوعية ضمن مشروع تحول غاية في الطموح يطال اجتماعها وثقافتها واقتصادها وموقعها في الإقليم والعالم. تحوّل بات احتمال نجاحه يشكل ارقًا جديًّا لأرباب الأيديولوجيات الجامدة في المنطقة.

بدأت شيئًا فشيئًا تتكشف امام العالم معالم مملكة مغايرة لما اعتاده لعقود من الزمن. تحوّل بات احتمال نجاحه يشكل ارقًا جديًّا لأرباب الأيديولوجيات الجامدة في المنطقة

5- السعودية وإيران: نموذجان غير قابلين للتعايش

لقد أثبتت الوقائع والمعطيات أنّ بين السعودية قطب الإسلام السني وايران قطب الإسلام الشيعي يتصارع نموذجان متناقضان لا محل للمساكنة بينهما.

هذا مستحيل بين مملكة تنفض عن نفسها غبار التحجر وتفتح ذراعيها بثقة لآفاق المستقبل وايران غارقة بأساطيرها والمنغلقة على نفسها. بين مملكة تطرح لجيلها الشاب حلمًا يرتقي به الى مصافي الدول المتطورة وايران التي تقتل اطفالها بسبب منديل رأس حاد عن النموذج المرسوم. بين مملكة تجذب اليها النجوم والعلماء والخبرات والفنانين من كل انحاء العالم وايران الطاردة لنخبها والقامعة لمواهب أبنائها. بين مملكة ترفع راية الاستقرار والسلم والتنمية والانفتاح وايران الحروب الابدية والمآسي والفقر ونفخ شبح الموت في كل كلمة يتلفظ بها قادتها. بين مملكة تتصالح مع عصرها وترمي جانبا كل اشكال الأيديولوجيات المتطرفة المستوحاة من ازمنة غابرة وايران المكبلة بمفاهيم عفا عنها الزمن منذ عدة قرون.

في هذا الصراع تستخدم السعودية أدواتها المتاحة بالمزيد من الانفتاح الاجتماعي الثقافي وبالاستثمار الجريء والضخم في مشاريع تنموية نوعية في مجالات مختلفة وبالعمل الجاد على نشر الاستقرار الإقليمي وحل النزاعات المفتوحة ترفدها ديبلوماسية نشطة اكسبت المملكة احترامًا وموقعًا متميزًا على المستوى الدولي. في المقابل فإنّ ايران المذعورة من نجاح النموذج السعودي واللاهثة لانعاش نظامها المتهالك تستخدم أيضًا في هذا الصراع ادواتها الكلاسيكية من إمعان في تعميم الفوضى في الإقليم وإشعال الحرائق في ساحاته والمساعدة على إنعاش مشروع الإسلام السياسي الاخواني شبيهها في صيغته السنية.

لقد أثبتت الوقائع والمعطيات أنّ بين السعودية قطب الإسلام السني وايران قطب الإسلام الشيعي يتصارع نموذجان متناقضان لا محل للمساكنة بينهما

6- أفق تعميم الاتفاقيات الابراهيمية يدق جرس الانذار

لاقت إيران ومعها الإسلام الاخواني بتوجس شديد موجة التطبيع العربي مع إسرائيل المعروفة بالاتفاقيات الابراهيمية بدفع ورعاية من إدارة الرئيس ترامب. حتى إنّ الرئيس اردوغان أحد أعمدة التيار الاخواني والذي تقيم بلاده منذ زمن بعيد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتربطها بالأخيرة اتفاقيات متنوعة، لم يتردد في توجيه سهام انتقاداته لمثل هذا التطور.

وعلى الرغم من أنّ تلك الاتفاقيات شملت دولًأ هامشيّة الانخراط في المسألة الفلسطينية إذ كانت قد نأت بنفسها عن هذا الموضوع وركزت حصرًا على مصالحها الوطنية، الا انّها شكلت إنذارًا جديًّا بإمكانية توسعها لتشمل دولًا محورية وذات تأثير في الموضوع الفلسطيني وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. ولا بد هنا من الملاحظة أنّ علاقة حماس وإيران والتي شابها الكثير من الفتور بفعل الحرب السورية قد عادت الى دفئها التحالفي على اثر الاتفاقيات الابراهيمية وأخذت منذ ذلك الوقت مسارًا تصاعديًّا تجلّى منذ اشهر بالإعلان عن ما سمي وحدة الساحات.

ولفترة طويلة اعتمدت إيران لتنفيذ اجنداتها المباشرة على الساحة الفلسطينية على تنظيم الجهاد الإسلامي الذي رعت تأسيسه وتمويله وتجهيزه وتدريبه منذ تسعينات القرن الماضي واستخدمته بشكل فعّال في محطات عدة ولاسيما المساهمة المباشرة في ضرب مسار أوسلو بالتناغم مع اليمين الإسرائيلي بقيادة ارييل شارون في حينه. غير ان الصبغة العسكرية الطاغية لتنظيم الجهاد وتبعيته الفاقعة لإيران وانعدام تمثيله الشعبي لا تؤهله لدور الشريك الفلسطيني السني لمواجهة التحدي المصيري المتمثل في ولوج السعودية مسار التطبيع مع إسرائيل والذي لا يمكن الا ان يتضمن مسارًا سياسيًّا موازيًا بين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية.

تعددت في الأشهر الأخيرة الإشارات العلنية الصادرة عن اعلى المستويات في إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية المؤكدة على التقدم النوعي للمفاوضات موحية بان النتائج ليست الا مسألة وقت فقط. ترافق ذلك مع الإعلان المتعدد الأطراف وبرعاية أوروبية وأميركية عن إطلاق التحضير لمشروع عملاق يهدف الى ربط السوق الهندي بأوروبا عبر خط بري بحري يمتد في الجزء البري منه من دول الخليج حتى مرفأ حيفا على البحر المتوسط، مع ما يتطلبه ذلك من إحلال السلام في المنطقة واحتمال انتزاع الورقة الفلسطينية نهائيا من بين ايدي الاسلامين السياسيين السني والشيعي وما يمثله لهما ذلك من تجاوز لكل الخطوط الحمراء.

لا بد من الملاحظة أنّ علاقة حماس وإيران والتي شابها الكثير من الفتور بفعل الحرب السورية قد عادت الى دفئها التحالفي على اثر الاتفاقيات الابراهيمية وأخذت منذ ذلك الوقت مسارًا تصاعديًّا تجلّى منذ اشهر بالإعلان عن ما سمي وحدة الساحات

في ظل هذا المشهد وفي حمأة اصطدام الإرادات الإقليميّة الأساسيّة والتي يحمل كلّ منها مشروعًا شبه الغائيًّا للآخر فجّر التحالف الشيعي الخميني والسني الاخواني طوفان الأقصى معلنًا قلب الطاولة على الجميع ومفتتحًا جولة غير مسبوقة من أنهار الدم واكوام الدمار وعدم اليقين.

لمن ستكون الغلبة؟

الجواب سوف تحمله لشعوب المنطقة وللعالم أسابيع او أشهر من اللهب.

المقال السابق
لأنهم "مزعجون".. مطعم يفرض غرامة على أهالي "الأطفال الأشقياء"

ابراهيم ناصر

باحث سياسي واجتماعي

مقالات ذات صلة

هكذا وصّف الجيش الإسرائيلي وظائف القياديين والمقاتلين الذين نعاهم "حزب الله" بفعل غارة الضاحية

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية