أصحاب القرار الذين كرّسوا الكثير من الموارد البشرية والمادية والتقنية وامضوا شهورًا في التخطيط والتدريب لإنجاح عمليتهم في السابع من تشرين الأول 2023 قد وضعوا لها أهدافًا سياسية واضحة ومحددة يتوجب تحقيقها وهي بالطبع غير ما أُعلن عنه من شعارات
1- طوفان الأقصى: ماذا وراء ضخامة هذا الحدث؟
في اليوم التالي لعملية حماس غير المسبوقة في غلاف غزة سارعت قيادة الحركة لشكر إيران على الدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية لإنجاح العملية فيما لم تتأخر القيادة الإيرانية عن تهنئة الفلسطينيين على انتصار السابع من تشرين وذهب المرشد الإيراني علي خامنئي الى حد الإعلان عن تقبيل جباه وساعد المخططين للعملية واصفًا إياها بالزلزال المدمر وبالملحمة البطولية.
وما ان باشرت إسرائيل بالرد عبر القصف الجوي لقطاع غزة حتى بدأت إيران بتحريك أدواتها وميليشياتها في المنطقة في اشارة إن لم تكن تبنيًا لما قامت به حماس فعلى الأقل للإعلان عن انّ ما يجري يحدث بالتنسيق معها وبدعم منها وتحقيقًا لأهداف مشتركة رسمت خلال اجتماعات مطولة في غرف عمليات موحدة.
من المؤكد ان أحدًا من خارج الدائرة المصغرة التي صنعت قرار طوفان الأقصى لم يكن على علم بالأهداف السياسية المبتغاة من وراء تلك العملية، لكن من المؤكد أيضًا أنّ أصحاب القرار الذين كرّسوا الكثير من الموارد البشرية والمادية والتقنية وامضوا شهورًا في التخطيط والتدريب لإنجاح عمليتهم قد وضعوا لها أهدافًا سياسية واضحة ومحددة يتوجب تحقيقها وهي بالطبع غير ما أُعلن عنه من شعارات مثل الرد على ما يتعرض له الفلسطينيين من تنكيل، إن في غزة او الضفة، أو تلقين إسرائيل درسًا اليمًا وإظهار هشاشة منظومتها الأمنية والعسكرية، أو الانتقام للمسجد الأقصى الذي يتعرض من وقت لآخر لهجمات المتشددين الإسرائيليين.
ومن البديهي ان تكون تلك الأهداف الموضوعة ذات أهمية استراتيجية وحتى مصيرية نظرًا لحجم العملية ونوعيتها غير المسبوقة ونظرا للمخاطرة العالية السقف المرافقة لها واقلها توقع الرد الإسرائيلي وقساوته والثمن الباهظ المتوقع تكبده إن على صعيد ضرب منظومة حماس العسكرية او على صعيد الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف المدنيين وتدمير البنى التحتية والمدن والاحياء الغزّية.