ما كاد ينتهي يوم ذكرى حرب اكتوبر ١٩٧٣، حتى تكرّر، بصورة أخرى بفعل الظروف المختلفة، في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ الذي لا بدّ من أنه، بفعل المفاجأة والقوة والتأثير، سيصبح يومًا تاريخيًّا في ذكريات الحرب المفتوحة بين إسرائيل من جهة والفلسطينيين، من جهة أخرى.
سوف يُهدر في وقت لاحق الكثير من الحبر لشرح ما حصل اليوم ، في غلاف غزّة، وسوف تكثر النظريات حوله، خصوصًا وأنّ قوى الممانعة يتقدّمها “حزب الله” توسّلت الحدث الفلسطيني الذي أذهل العالم وأبكى إسرائيل، من أجل إيصال رسالة الى المملكة العربية السعودية التي بدأت التطبيع عمليًا مع الكيان العبري.
لكن ما هو أكيد، في هذه اللحظة، أنّ هناك مسؤولًا واحدًا عن هذا الهجوم الفلسطيني الناجح، وهو إسرائيل المتطرّفة التي شكلت حكومة من مجانين يعتقدون بأنّهم قادرون على تطويع الفلسطينيين بالاعتداءات والقهر والظلم والاعتقالات والحرمان.
من دون شك سوف تحاول حكومة المجانين برئاسة الفاسد بنيامين نتنياهو أن ترد الصاع صاعين، فتقتل وتدمّر، ولكنّها من دون شك أيضًا أنّها خسرت الحرب أمام “طوفان الأقصى” قبل أن تبدأ، اذ إنّها سوف تقف متواضعة امام الارادة الفلسطينية التي اصبح لديها العدد القياسي من الأسرى الذين لن يعيدهم، أحياء أو جثثًا، الى ذويهم الا اتفاق تبادل.
يستطيع العالم كلّه أن يدين “حركة حماس” على ما اقدمت عليه، ولكن لا يستطيع صاحب ضمير واحد إلّا وأن يقر بأنّ تصلّف حكومة المجانين لم يكن ممكنًا الرد عليه إلّا بهذه الصفعة التاريخية.
الأمل أن لا يقفز هذا الطرف أو ذاك لاستغلال تضحيات الفلسطينين ويصادر مجدهم، لأنه حينها سوف يبيع الانتصار الفلسطيني في سوق النخاسة الاقليمي!