أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، تعليق العديد من الرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوما وزيادة الرسوم المفروضة ع لى الصين مجددا.
وجاء تراجع ترامب المفاجئ بعد أقل من 24 ساعة على تطبيق رسوم جمركية جديدة مرتفعة على عشرات الشركاء التجاريين، مما أثر على الأسواق وعزز احتمالات الركود وأثار ردود من الصين والاتحاد الأوروبي.
وأوضح ترامب أنه سيرفع الرسوم الجمركية على الواردات من الصين إلى 125 بالمئة من 104 بالمئة الذي دخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء. وقال إنه سيخفضها على دول أخرى خاضعة أيضا للرسوم الجديدة.
وكتب ترامب على مواقع التواصل “سمحت بتعليق مؤقت لمدة 90 يوما ورسوم مضادة مخفضة بشكل كبير خلال تلك الفترة، بنسبة 10 بالمئة، تدخل حيز التنفيذ فورا”.
وكان الاتحاد الأوروبي والصين أعلنا اليوم الأربعاء فرض رسوم جمركية على السلع الأميركية ردا على رسوم ضخمة فرضها ترامب مما صعد حربا تجارية عالمية أثرت على الأسواق وزادت من احتمالات الركود.
ورفعت الصين اليوم الأربعاء الرسوم على الواردات من الولايات المتحدة من 34 إلى 84 بالمئة، وذلك بعد ساعات من تطبيق ترامب رسوما جمركية مضادة بلغت 104 بالمئة على السلع الصينية في ظل عدم وجود أي مؤشرات على حل للأزمة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي الجولة الأولى من الإجراءات المضادة أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه فرض رسوم جمركية 25 بالمئة على مجموعة من الواردات الأميركية. وكان الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة يواجه رسوما جمركية أميركية بنسبة 20 بالمئة على معظم المنتجات ورسوما أعلى على السيارات والصلب.
ودخلت إجراءات مضادة في كندا، الحليف القريب من الولايات المتحدة والشريك التجاري الرئيسي لها، حيز التنفيذ اليوم الأربعاء.
ودخلت رسوم جمركية فرضها ترامب على عشرات الدول حيز التنفيذ اليوم الأربعاء وتسببت في هزة للنظام التجاري العالمي القائم منذ عقود. وتشير تقديرات عدة إلى أن متوسط الرسوم الجمركية في أكبر سوق استهلاكية في العالم كان قد تجاوز 20 بالمئة ارتفاعا من 2.5 بالمئة قبل تولي ترامب منصبه.
وقال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي.مورجان إن الرسوم الجمركية الأميركية ستؤدي على الأرجح إلى ركود اقتصادي وتخلف عن سداد الديون.
وتلقت الأسواق العالمية ضربة قوية كما خسرت أسواق الأسهم تريليونات الدولارات خلال الأسبوع الماضي وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات بينما تخارج مستثمرون من سندات الخزانة الأميركية والدولار، وهما من أصول الملاذ الآمن.
وطالت التداعيات أسواق تمويل الشركات حيث ارتفعت كلفة القروض بما في ذلك للشركات منخفضة المخاطر.
وأعلنت اليابان وكندا أنهما ستتعاونان لتحقيق استقرار النظام المالي العالمي، وهي مهمة تتولى الولايات المتحدة عادة مسؤوليتها في أوقات الأزمات.
وتجاهل ترامب تراجع الأسواق وقدم إشارات متباينة بشأن ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستظل قائمة في الأمد البعيد واصفا إياها بأنها “دائمة” مع التباهي في الوقت نفسه بالضغط على قادة الدول لطلب التفاوض.
وكتب ترامب على مواقع التواصل قائلا “اطمئنوا! كل شيء سيسير على ما يرام. ستكون الولايات المتحدة أكبر وأفضل من أي وقت مضى!“.
وأكد ترامب في وقت سابق أن الرسوم الجمركية ستساعد في إعادة بناء قاعدة صناعية تضاءلت على مدى عقود في ظل التجارة الحرة وأبدى استعداده للتفاوض بشأن إزالة تلك الحواجز مع الشركاء التجاريين على أساس كل دولة على حدة. ويقول مسؤولو الإدارة إن تلك المحادثات قد تتناول المساعدات الخارجية والعسكرية، بالإضافة إلى الحواجز التجارية.
وتحدث ترامب بالفعل مع زعيمي اليابان وكوريا الجنوبية ومن المقرر أن يلتقي وفد من فيتنام بمسؤولين أمريكيين اليوم الأربعاء.
وقال ترامب أمس الثلاثاء “تلك الدول تتصل بنا، وتتملقني”.
وأكد ترامب أمس الثلاثاء عزمه فرض رسوم جمركية “كبيرة” على واردات الأدوية، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسهم شركات الصناعات الدوائية العالمية.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم لن يعطوا الأولوية للمحادثات مع الصين.
وقالت بكين إن لديها “العزم والأدوات” لمواصلة المواجهة إذا استمر ترامب في استهداف السلع الصينية.
وفرضت بكين أيضا قيودا على 18 شركة أميركية، معظمها في القطاعات المرتبطة بالدفاع، لتضاف إلى نحو 60 شركة أميركية عوقبت بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
وواجهت العملة الصينية ضغوطا نزولية شديدة. لكن مصادر قالت لرويترز إن البنك المركزي طلب من البنوك الكبرى المملوكة للدولة خفض مشترياتها من الدولار، ولن يسمح بانخفاضات حادة في قيمة اليوان.