"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

تقهقر الصحافة!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 6 مايو 2023

يُحيي لبنان اليوم ذكرى شهداء الصحافة، وسط عدم اكتراث مهني وشعبي، على الرغم من أنّ الصحافة لم تتوقف يومًا عن تقديم الشهداء.

ولا يعود هذا الإهمال الى تراجع رسالة الصحافة في لبنان والاقليم والعالم، اذ واكب أبناء “مهنة المتاعب” تألّقهم مستخدمين ببراعة الوسائل التي ابتدعتها الثورة الرقمية، بل هو يعود الى خسارة الصحافة روحها المتمرّدة التي تواجه الظالم صديقًا كان أم خصمًا، حليفًا أم عدوًّا، الأمر الذي حوّلها الى مجرّد أبواق دعائيّة.

ولقد دخل على خط المهنة كثر ممّن لا تربطهم بالمهنة أيّ علاقة، فاستبدلوا الحقيقة بالشعبوية، والواقعة بالشعار، والتحليل بالرغبة، والمصلحة العامة بالمصلحة الخاصة.

لم يعد الصحافيّون، وقد مرّت عليهم الويلات العسكرية والامنية والثقافية والمالية والاقتصادية، من هؤلاء الذين يحملون قضية قد تودي بهم الى الاستشهاد، بل أصبحوا، بغالبيّتهم، مجرّد رجع صدى لمعلّم من هنا ولمموّل من هناك ولمقدّم خدمات من هنالك.

ولم تعد المؤسسات الصحافية التي من دونها لا يوجد صحافيون قادرون على حماية حرية التعبير، وفق منطقها الجوهري، اذ تجد هذه المؤسسات نفسها مضطرة الى مراضاة كثر ممّن تتوجّب مواجهتهم.

من دون حاجة الى اطالة الكلام، لقد تراجع موقع الصحافيّين في الوجدان الشعبي، ولم يعودوا مرجعية موثوق بها .

وهذا التقهقر ليس خبرًا جيّدًا، لأنّ كلّ شعب يفقد قدرته على انجاب صحافيّين يتمتعون باستقلالية تامة ويحملون أكفانهم على أياديهم، يفقد قدرته ليس على التطوّر فحسب بل على الدفاع عن أبسط حقوقه أيضًا.

يحلو لنا في السادس من أيّار أن نرجو بأن تكون أزمة صدقية الصحافيين عابرة وأن تشرق شمسها الدافئة من جديد!

المقال السابق
فيصل قاسم/ أعوذ بالله من الحضن العربي!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

زفّت ساعة نصرالله!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية