تعرضت دبي لفيضانات قياسية، يومي الثلاثاء والأربعاء، إذ تمّ تسجيل في مدينة العين التي تقع على مسافة تزيد قليلًا عن الـ100 كلم، نحو 256 ملم من الأمطار، ما أثار تكهنات حول “تلقيح السحب”
يقول مارتن أمباوم، باحث الأرصاد الجوية في جامعة ريدينغ الذي درس أنماط هطول الأمطار، إنّ ” السبب الرئيسي هو نظام الطقس المنخف ض “المقطع” الذي يسحب الهواء الدافئ والرطب ويمنع أنظمة الطقس الأخرى من المرور”.
ويوضح مارتن أمباوم، أن “هذا الجزء من العالم يتميّز بمرور فترات طويلة دون هطول أمطار ثم هطول أمطار غزيرة وغير منتظمة، ولكن على الرغم من ذلك، كان هذا حدثا نادرًا جدا لهطول الأمطار في منطقة الخليج”.
ما هو تلقيح السحب وهل لعب دورا؟
تتضمن عملية تلقيح السحب تلاعبًا بالسحب الموجودة، للمساعدة في إنتاج المزيد من الأمطار.
ويمكن القيام بذلك عن طريق استخدام الطائرات لإسقاط جزيئات صغيرة (مثل يوديد الفضة) في السحب، بحيث يمكن لبخار الماء أن يتكثف بسهولة أكبر ويتحول إلى مطر.
وهذه التقنية موجودة منذ عقود، وقد استخدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة للمساعدة في معالجة نقص المياه.
وفي الساعات التي تلت الفيضانات، سارع بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تبرير ظروف الطقس القاسية إلى عمليات تلقيح السحب الأخيرة في البلاد.
وأشارت تقارير سابقة لوكالة بلومبرغ إلى أنه تم نشر طائرات تلقيح السحب يومَي الأحد والاثنين، ولكن ليس يوم الثلاثاء، عندما حدثت الفيضانات.
يقول الخبراء “إنه في أفضل الأحوال كان من الممكن أن يكون لذلك تأثير بسيط على العاصفة، وأن التركيز على تلقيح السحب أمر “مضلّل”.
ويتم اللجوء إلى تلقيح السحب بشكل عام عندما تكون ظروف الرياح والرطوبة والغبار غير كافية لتساقط المطر، وفي الأسبوع الماضي، حذر خبراء الأرصاد الجوية من ارتفاع مخاطر الفيضانات في جميع أنحاء الخليج.
يقول فريدريك أوتو، كبير المحاضرين في علوم المناخ بجامعة إمبريال كوليدج لندن: “حتى لو شجّع تلقيح السحب حول دبي على هطول المطر، فمن المحتمل أن يحمل الغلاف الجوي المزيد من المياه لتكوين السحب في المقام الأول، بسبب تغير المناخ”.
وأشار مات تايلور، خبير الأرصاد الجوية في بي بي سي، إلى أن الحدث المناخي القاسي كان متوقعًا بالفعل.
وقال تايلور: “قبل الحدث، كانت نماذج الكمبيوتر (التي لا تأخذ التأثيرات المحتملة لتلقيح السحب في الاعتبار) تتنبأ بالفعل بهطول أمطار في 24 ساعة تزيد في كميتها على معدل أمطار عام كامل”.
وأضاف: “كما كانت التأثيرات أوسع نطاقا بكثير مما كنت أتوقعه من عملية تلقيح السحب وحدها - فيضانات شديدة أثرت على مناطق واسعة من البحرين إلى عُمان”.
وتدار مهام تلقيح السحب في الأراضي الإماراتية من قِبل المركز الوطني للأرصاد الجوية، وهو فريق عمل حكومي.