طلع وجه الصحّارة!
أظهرت المحادثات التي خاضها “التيّار الوطني الحر” مع القوى المعارضة لترئيس سليمان فرنجيّة، مرشّح “الثنائي الشيعي”، أنّ جبران باسيل، وجه الصحّارة” بين السياسيّين الذين يعلنون الولاء للرئيس السابق ميشال عون، فيما تبيّن أنّ هؤلاء الذين طالما قدّموا أنفسهم بوجوه مبتسمة وأياد ممدودة ” مصابون بالممانعة”!
في هذه المحادثات، حرص جبران باسيل على إنجاز توافق مع القوى الأخرى، فكان القاسم المشترك بينه وبينها: جهاد أزعور!
سلك جبران باسيل هذا الطريق، على الرغم من أنّ ذلك اثار غضب “حزب الله” الذي كان مع الرئيس نبيه برّي يعتمد على عجز الآخرين، من أجل تسويق سليمان فرنجية!
ولم يكن أمام “حزب الله” في هذه الحالة سوى استدعاء “الودائع” الذين زرعهم في الكتلة النيابية “العونية”، فحاول هؤلاء، عملًا بأمر العمليات، أن ينسفوا تفاهمات جبران باسيل مع القوى المعارضة، والذهاب الى تقديم طروحات تعيد الأمور الى نقطة الصفر، ممّا يعين “الثنائي الشيعي” على تقديم صورة عاجزة عن خصومهم “الرئاسيّين”.
بطبيعة الحال، إستعان جبران باسيل بداعمه الأوّل والأخير، أي الرئيس عون، وتمكّن من تعديل المشهد لمصلحة المسار الذي رسمه وقوى المعارضة، الأمر الذي أعانه على تبنّي ترشيح أزعور، بصفته “مرشّح غير صدامي”.
وثمّة في القوى التي تنسب نفسها إلى المعارضة نوّاب يصفون أنفسهم بالتغييريين وآخرون يصفون أنفسهم “بالوسطية السنيّة” يلعبون اليوم اللعبة نفسها التي فشلت فيها “ودائع حزب الله” في التكتل النيابي العوني، من خلال رفع شعار الإمتناع عن الإصطفاف الى جانب “الثنائي الشيعي” أو إلى جانب خصومه. هدف هؤلاء التأكيد لمن يعينهم أمر الإنتخابات الرئاسيّة أنّ جهاد أزعور لن ينال الأكثرية المطلقة إذا انعقد مجلس النواب مثله مثل سليمان فرنجية، الأمر الذي يعطي “الثنائي الشيعي” ما يحتاجه من هوامش في الوقت والسياسة لتنظيم مناورة إنقلابية على خصومه!
لن ندين أحد على ميوله السياسيّة وتكتيكاته الإنتخابية، ولكنّ الشعب اللبناني “ضاق خلقه”، فالذكي ليس من يناور لتحقيق أهداف أنانية، بل من يجهد لإخراج البلاد من المأساة التي أوقعها فيها الأقوياء هنا والأذكياء هناك!
