تجاوزت تحويلاتها 6.7 مليارات دولار.. "الدياسبورا" تنقذ لبنان من الهلاك!

لبنان يحتل المرتبة الأولى عربيا قياساً الى حجم السكان كبلد يتلقى تحويلات خارجية من المغتربين، بينما صنفه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ثالثاً بين الدول العربية من حيث قيمة هذه التحويلات التي كان لها دوراً مهماً في صمود الشعب اللبناني أمام الأزمات المتشعبة وتحديداً المعيشية.

تمكنت حلقة الانتشار اللبناني في كل دول العالم، أو ما يطلق عليها “الدياسبورا اللبنانية” من انقاذ الاقتصاد اللبناني من الهلاك، وحالت دون مأساة معيشية فعلية وبؤس محتم في الوطن الغريق، إذ كان لهذا الانتشار دور فاعل في تقديم العضد لأبناء الوطن من المقيمين ورفد الناتج المحلي الإجالي بما يزيد على 37.8% من حجمه المتراجع.

ووفقاً لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2022، شكلت عائدات القادمين لقضاء الإجازة الصيفية من هؤلاء المغتربين، رافعة حقيقية أنقذت الليرة اللبنانية من الضغوطات الكبيرة التي كانت تتعرض لها، وهي حافظت على استقرار صرفها بما دون 92 ألف ليرة مقابل الدولار الأميركي، بعد أن وصل صرف الدولار الى حدود 140 ألف ليرة.

وتقدر أوساط مالية، بحسب ما ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية، متابعة قيمة الصرفيات اليومية للمغتربين والسواح في لبنان بما يوازي مائة مليون دولار، ومجموع هذه النفقات قد تصل مع نهاية موسم الصيف الى ما يزيد على 3 مليارات دولار، وهذا المبلغ يضاف الى التحويلات السنوية لهذه “الدياسبورا اللبنانية” والتي تصل الى ما يتجاوز 6.7 مليارات دولار، حسب تقديرات البنك الدولي.

وقدّر البنك الدولي أنه بلغت تحويلات المغتربين إلى لبنان ما يوازي 36% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2022، مما سيشكل النسبة الثالثة الأعلى عالميًا، متأخرًا عن طاجيكستان (51% من الناتج المحلي الإجمالي) وتونغا (44% من الناتج المحلي الإجمالي). وكانت قد وصلت تحويلات المغتربين إلى لبنان إلى ما يوازي 14% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2019 و27% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2020، و28.3% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2021.

وكان لبنان الوجهة الـ31 الأكبر في العالم لتحويلات المغتربين، والـ22 الأكبر بين الاقتصادات النامية في العام 2022. وكانت تحويلات المغتربين إلى لبنان أكثر من التحويلات الى صربيا (5.6 مليار دولار)، وطاجيكستان (5.3 مليار دولار)، والأردن (5 مليار دولار)، وأقل من التحويلات الى هندوراس (8.5 مليار دولار)، والسلفادور (7.7 مليار دولار) وروسيا (7.5 مليار دولار (بين الاقتصادات النامية. كذلك، كان لبنان الوجهة الثالثة الأكبر لتحويلات المغتربين بين 15 دولة عربية، متأخرًا عن مصر (28.3 مليار دولار)، والمغرب (11.2 مليار دولار).