قناة 12- نير دفوري
إطلاق الصواريخ الكثيف من حزب الله على كريات شمونة، أمس (الثلاثاء)، انتهى من دون وقوع إصابات في البلدة. ومن أصل 30 صاروخاً، كان هناك حاجة إلى اعتراض 12 فقط، أمّا البقية، فسقطت في أراضٍ مفتوحة. يحاول حزب الله على الدوام تجاوُز منظومات الاعتراض والكشف التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، عبر زيادة عدد الصواريخ التي يمكنها الالتفاف على هذه المنظومة والوصول إلى هدفها، على الرغم من محاولات الاعتراض. ويحاول الحزب تحدّي المنظومة من ناحيتين: من خلال معرفة مكان وجود بطاريات القبة الحديدية ومهاجمتها؛ ومن خلال زيادة كميات الصواريخ لزيادة عدد الصواريخ التي تتمكن من تجاوُز المنظومة الاعتراضية.
ويفعل حزب الله الأمر عينه مع المسيّرات. يطلق “المخربون” المسيّرات، مثل الصواريخ، من أماكن وارتفاعات مختلفة، للكشف عن نقطة ضعف في منظومات الاعتراض. فيما يتعلق بالمسيّرات، يستخدم الجيش الإسرائيلي الطوافات والطائرات الحربية المزودة برادارات، والقادرة على الاعتراض في الأماكن التي لا تتمكن منظومات الاعتراض الأُخرى من القيام بعملها.
طوال السنوات الأخيرة، شهدت منظومة القبة الحديدية تحسناً كبيراً في قدراتها، سواء من حيث البرمجيات، أو من ناحية حجم الاعتراض، بحيث تكون قادرة على مواجهة إطلاق صاروخي كثيف في ظروف طبوغرافية معقدة. ويختلف هذا الأمر عمّا يجري في الجنوب، حيث المنطقة كلها مسطحة، سواء في الأماكن التي يجري منها إطلاق الصواريخ، أو الهدف الذي تستهدفه هذه الصواريخ. إن القدرة على اعتراض الصواريخ في الشمال أكثر تعقيداً، من حيث الكشف، ومن حيث المسار الباليستي، وبسبب الظروف الطبو غرافية.
حالياً، تصل قدرة القبة الحديدية الاعتراضية إلى 90%، يسعى حزب الله لخفض هذه النسبة، ويفحص قدرات المنظومة. في تقدير الجيش الإسرائيلي، أن الصواريخ الأخيرة أُطلقت رداً على هجوم إسرائيلي سابق في الجنوب اللبناني وقع مساء السبت، وأدى إلى مقتل 3 أشخاص.
وتُظهر الفيديوهات التي حصل عليها موقع “N12” إطلاق عشرات الصواريخ وعمليات الاعتراض في منطقة الجليل. كما يُظهر أحد الفيديوهات أطفالاً يصرخون ويركضون إلى الأماكن المحمية.
في مقابل إطلاق الصواريخ والعمليات الاعتراضية، تلقى السكان “رسائل تهديد” مسجلة. حملت إحدى الرسائل أمراً طُلب فيه من السكان الفرار، وجاء فيه: “يجب عليك تحويل كل أملاكك وأموالك، والخروج من صفد، قبل أن تصبح فريسة للفئران”. بالإضافة إلى ذلك، تداول سكان خائفون مقاطع فيديو أعربوا فيها عن قلقهم من الوضع، وخصوصاً سكان المناطق التي ستُستأنف فيها الدراسة اليوم.