حتى الجثامين في وطني تبحث عن مأوى مؤقت!
تغييب العدالة في لبنان، جعل كثيرين يتوهمون بأنّ بنيامين نتنياهو جنرال في جيش “بشّر القاتل بالقتل”!
لم تعد الضفة الأخرى من النهر تتسع للجثث!
الخبثاء في بلادي هم أولئك الذين يقفون مع حزب الله، لكنّهم، في الوقت نفسه، يرفضون توريط لبنان في مخططات إيران!
عدوّنا دب، فماذا أتيتم به يفعل في كرمنا؟ وهو ذئب، فكيف دعوتموه إلى مائدتنا؟ وهو عاصفة، فلماذا فتحتم له باب دارنا؟
ليس هناك أخطر من ذاك الذي يخبرك عن مؤامرة مدبرة لتبرير كارثة تسبّب هو بها!
في إطار مهنتي، حررتُ خلال خمسة أشهر خمسين خبرًا عن تهديدات صادرة عن لسان مسؤولين اسرائيليين، بتحويل لبنان عموما والضاحية الجنوبية خصوصا، إلى غزة ثانية، إذا لم يوقف “حزب الله” قصف شمال اسرائيل. وفي الوقت نفسه حررتُ ألف خبر عن سخرية مسؤولين في “حزب الله” من هذه التحذيرات. سخريات كانت تندرج تحت عنوان “ما بيسترجوا. ما هنّي اوهن من بيت العنكبوت”.
كل ليلة، وتكون الغارات الإسرائيلية المزلزلة تضرب الضاحية الجنوبية لبيروت، وتضيف كوارث جديدة إلى الكوارث المتراكمة عليها كما على الجنوب وبعلبك -الهرمل، أجدني اقف مذهولًا امام مجموعة ممّن ينتمون إلى “محور الساخرين”، وهم يصرخون في وجوهنا:“الأغبياء او العملاء وحدهم لا يوافقون على أنّ إسرائيل تتعامل مع الضاحية كما سبق ان تعاملت مع غزة. إن كنتم لبنانيّين حقيقيّين، يجب ان تفهموا ذلك”!
قابلية الفاجر على التفتيش عن “كبش محرقة” للتغطية على ما تسبب به من ويلات ومآس، لا تقل عن شهية جمهوره في التلذذ بلحمه!
كان للشهداء والضحايا أسماء وصور. تحوّلوا الى رقم!
المكان الأكثر أمنًا لقادة “حزب الله” في العالم كلّه هو الضاحية الجنوبية. إسألوا عماد مغنية ومصطفى بدر الدين واسماعيل هنية وقنصلية ايران في دمشق!
قال لي: نحن نقصفهم فنرعبهم. سألته: وهم ألا يفعلون وبعنف مضاعف آلاف المرات؟ أجابني:ولكنّهم لا يستطيعون ترهيبنا! استفسرت: لماذا؟ شرح لي: لأنّهم اغبياء.بربك، قلْ لي، كيف يمكن لمن تقتله أن يخاف؟!
العقل، هو أعظم ضحايا هذه الحرب!
سألته: ماذا سيفعلون حين يتوقفون عن القتال؟ أجابني: سيبحثون عن عدو جديد!
يطلبون منك ان تُضحّي، وعندما تسألهم عن الجدوى… يشتمونك!
في لبنان، يُطلقون على الانحرافات الوطنية اسم “المقاومة الإسلامية”!