في يديعوت أحرونوت كتب يوسي يهوشواع:
ينتهك حزب الله التفاهمات الدولية، المرة تلو الأُخرى، ومؤخراً، هو ي نكّد حياة سكان المطلة مع ضجيج الميكروفونات وأضواء الليزر. والأخطر من هذا كله، الجرأة المتزايدة في عمليات محلية تدل على التآكل الذي طرأ على الردع الإسرائيلي، من التسلل إلى موقع غالديولا، مروراً بإطلاق صاروخ مضاد للدروع على آلية للجيش بالقرب من أفيفيم، والتسلل المقلق جداً لـ”مخرب” ووصوله إلى تقاطُع مجدو.
طبعاً، هناك أيضاً نصب خيام على الأراضي الإسرائيلية. ترافق هذا الحدث مع قرار إشكالي جداً هو عدم إخلاء الخيمة فوراً. هذا الأمر الذي كان على القيادة العسكرية للمنطقة حلّه بسرعة، أحيل على المستوى السياسي، أي على وزير الدفاع ورئيس الحكومة واستمر عدة أشهر. لماذا لم يعطِ نتنياهو وغالانت الأوامر بإخلاء الخيمة فوراً (مع توبيخ الجيش لأنه لم يفعل ذلك حتى الآن) لا توجد إجابات عن هذه الأسئلة.
الآن، تعقّدت القصة أكثر: فإطلاق الصاروخ المضاد للدروع قام به عنصر لا ينتمي إلى حزب الله، ومن غير المستبعد أن يكون نصر الله أعطى الضوء الأخضر. لقد طالب حزب الله في يوم الجمعة إسرائيل بإلغاء “ضم” قرية الغجر، بحسب كلامه، ومنع الإسرائيليين من الدخول إلى القرية التي تحولت إلى مركز سياحي. وهدد حزب الله إسرائيل، إذا “انتهكت” التفاهمات في الغجر، بأن من حقه أن يفعل ذلك في مزارع شبعا، وفي مناطق أُخرى.
إطلاق الصاروخ المضاد للدروع هو إشارة من الحزب: أعيدوا الحواجز إلى الغجر، وحينها، نحن نخلي الخيمة. من الطبيعي أن ترفض إسرائيل ذلك لأنه سيبدو خضوعاً كاملاً إذا تغير الموقف. من هنا، تتركز النقاشات الآن على كيفية إخلاء الخيمة ومتى: هل نواصل الجهود الدبلوماسية، أم نقوم بالإخلاء بالقوة، ونخاطر بحدوث مواجهة؟ تبرز في قيادة الجيش الإسرائيلي، أكثر فأكثر، أصوات تقول إنه لا مفر في النهاية من مواجهة محدودة في ضوء كل التطورات على الحدود، وإذا لم تحدث هذه المواجهة بسبب الخيمة، فإن هذا سيشكل فرصة أُخرى للحزب كي يقوم بعملية استفزازية ناجحة أُخرى.
في الخلاصة، يجب أن تأتي المبادرة من الجانب الإسرائيلي، ويجب أن يكون هدفها إعادة خط الحدود، على الأقل إلى ما كان عليه في سنة 2006، وتنظيفه من قوات حزب الله، بقدر المستطاع. خلال الحرب، سيكون الدفاع عن المستوطنات المتاخمة للحدود موضع اختبار في مواجهة إطلاق كثيف للصواريخ وعمليات التسلل.