يوآف زيتون- يديعوت أحرونوت
في ضوء القتال على الحدود الشمالية، تتقدم من وراء الكواليس المفاوضات بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي تعتمد على اليونيفيل والجيش اللبناني، من جهة، والسلطة المركزية في بيروت وحزب الله من الجهة الأُخرى. وتطالب إسرائيل بانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني تطبيقاً للقرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية، لكنها توافق على انسحاب جزئي لمسافة 8 - 12 كيلومتراً من الحدود مع جنوب لبنان.
وقد انسحب في الأسابيع الأخيرة الجزء الأكبر من مجموع 2000 ناشط من قوة الرضوان في حزب الله من خط التماس إلى مسافة 4 - 5 كيلومترات من الحدود، ومن الممكن جداً، في إطار المفاوضات، أن توافق إسرائيل في المقابل على إعادة نقاط صغيرة من تلك التي كانت موضع خلاف لأعوام طويلة، ومن مجموع 12 نقطة، هي موضع خلاف، على طول 130 كيلومتراً من الحدود بين رأس الناقورة وسفوح جبل الشيخ، فإن الأهم بينها هي مزراع شبعا، التي لا توجود فيها بلدات إسرائيلية.
ومن أكثر النقاط خلافاً، قطعة من الأرض، مساحتها أمتار معدودة، يمكن أن تتنازل عنها إسرائيل في مقابل إقامة عائق جديد كبير الحجم، ويمتاز بقدرات تكنولوجية هائلة، من شأنه أن يغير شكل الحدود في العامين القادمَين، بعد عقد من الإهمال. وفي بداية المفاوضات الهادفة إلى منع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، كانت التقديرات متشائمة في إسرائيل إزاء حظوظ نجاحها، أمّا الآن، فتقدّر مصادر إسرائيل أن فرص نجاح المفاوضات هي 30%.
في بداية المفاوضات الهادفة إلى منع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، كانت التقديرات متشائمة في إسرائيل إزاء حظوظ نجاحها، أمّا الآن، فتقدّر مصادر إسرائيل أن فرص نجاح المفاوضات هي 30%
وبالإضافة إلى ذلك، فقد خرج وزير الدفاع يوآف غالانت في نهاية الأسبوع بتصريح دراماتيكي؛ إذ قال، بالنسبة إلى إسرائيل، إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع حزب الله في فترات الهدنة مع “حماس” كجزء من صفقة المخطوفين. وهنا يجدر بنا ذكر أنه في الصفقة السابقة، “تسلل” وقف إطلاق النار بهدوء، وبعيداً عن الإعلام، من غزة إلى الجبهة اللبنانية في إطار تفاهم ضمني بين الطرفين، وقد استغل حزب الله ذلك ليعيد تسلح نفسه، بينما طُلب من الجنود الإسرائيليين وقف هجماتهم.
ويتضح الآن أن غالانت كان ضد السياسة الإسرائيلية التي ربطت وقف إطلاق النار مع “حماس” بوقفه مع حزب الله، وأوضح الآن وجهة نظره، علناً ومسبقاً، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى عودة الاختلافات بينه وبين بنيامين نتنياهو، الذي يريد ربط إطلاق النار بين الساحتين. ومنذ بداية الحرب، عارض نتنياهو العملية العسكرية ضد حزب الله، وذلك على الرغم من طلب غالانت، واعتمد في موقفه هذا على الضغط الأميركي – الفرنسي بعدم دخول مواجهة عسكرية مع التنظيم “الإرهابي” الشيعي.
وفي الأيام الأخيرة، بدأت تنتشر رسائل في شبكات التواصل الاجتماعي من أطراف تتماهى مع اليمين، تحذّر من ضربة غير مسبوقة يمكن أن تواجهها الجبهة الداخلية إذا لم تخُض إسرائيل معركة مع “جيش الإرهاب “الشيعي، وحذرت هذه الرسائل الصادرة عن شخصيات تتعاطف مع اليمين من أن حزب الله يملك آلاف الصواريخ الدقيقة من أنواع متعددة وقادرة على التسبب بدمار الجبهة الداخلية.
الجيش الإسرائيلي وحزب الله استخدما منذ بداية الحرب نحو 5% من قوتهما
وفي غضون ذلك، وفي سياق آخر، فإنهم يقدّرون، في المؤسسة الأمنية، أن الجيش الإسرائيلي وحزب الله استخدما منذ بداية الحرب نحو 5% من قوتهما. وفي جميع الأحوال، فإن الجبهة الداخلية تحضّر تلاميذ الجليل، الذين أخلوا مع عائلاتهم المستوطنات على خط التماس، لفكرة أنهم لن ينهوا دراستهم في مدارسهم، وسيبقون نازحين في بلدهم في سنة 2024. وفي الأمس، شرح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي القتال على الحدود مع لبنان قائلاً: “يطلق حزب الله النار على الأراضي الإسرائيلية، ويحاول تنفيذ عمليات ضد المواطنين الإسرائيليين. وفي الأشهر الأربعة الأخيرة، نحن نخوض حرباً قوية جداً في الجبهة الشمالية، هدفها إعادة صوغ الحدود في الشمال.”
الجبهة الداخلية تحضّر تلاميذ الجليل، الذين أخلوا مع عائلاتهم المستوطنات على خط التماس، لفكرة أنهم لن ينهوا دراستهم في مدارسهم، وسيبقون نازحين في بلدهم في سنة 2024
ووفقاً للناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، فقد قُتل 200 “مخرب”، بينهم قياديون في حزب الله، وقد أضاف: “كل من يشكّل خطراً، سنهاجمه. وكل مخرب يحاول القيام بعمليات ضدنا، سيصطدم بقواتنا. في الجهد الهجومي، هاجمنا أكثر من 3400 هدف تابع لحزب الله في جنوب لبنان، وسلاح الجو يهاجم قدرات كثيرة للحزب، ويجمع معلومات استخبارية مع سلاح الاستخبارات.”