يسرائيل هيوم- نداف سرغاي
منعُ دخول العرب في إسرائيل للصلاة في المسجد الأقصى في المطلق، يمكن أن يطلق المارد الديني من الزجاجة في القدس - وهو المارد الذي استطاعت إسرائيل سجنه حتى الآن.
منعُ سكان القدس الشرقية والعرب في إسرائيل من دخول المسجد في رمضان بشكل شامل، يمكن أن يدفع كثيرين منهم إلى التضامن مع غزة علناً، ويدفعهم إلى أذرع “حماس” والمشاركة الفاعلة في “الإرهاب” والعمليات.
لا يوجد لدى إسرائيل أي مصلحة في نشوب مواجهة - دينية بصورة خاصة - مع العرب في إسرائيل، وفي القدس الشرقية. لذلك، من الأفضل الاستماع إلى موقف شرطة إسرائيل التي وضعت شرقي القدس عموماً، والمسجد الأقصى خصوصاً، خارج الحرب، وذلك من خلال عملها المهني خلال الأشهر الأربعة الماضية إلى جانب الشاباك.
لا يمكن النقاش في النجاحات: لو كان سكان القدس الشرقية والعرب في إسرائيل، الآن، جزءاً من العاصفة و”الإرهاب والعنف”، لكان هناك منطق في منعهم من دخول الحرم. ونظراً إلى أن الواقع مختلف هناك عموماً - لا حاجة إلى إدخالهم بالقوة إلى الدائرة، عبر منع الجميع، منعاً شاملاً، من الدخول إلى المسجد.
الصحيح هو وضع قوائم سوداء: منع دخول “المحرضين والمخربين” من فئات معينة، ومن الذين لديهم سجل كبير من الاستفزازات في المسجد، والمواجهات والعمليات. كثيرون من سكان أم الفحم وكفركنا هم كذلك، فتلك المناطق هي مراكز واضحة للتيا ر الشمالي من الحركة الإسلامية في إسرائيل، والتي اعتُبرت خارجة عن القانون.
كانت أم الفحم على مدار السنوات مركزاً للعديد من العمليات. الأبرز كانت العملية التي نُفذت في تموز/يوليو 2017، وقُتل فيها اثنان من أفراد الشرطة. وتحول تشييع “القتلة” إلى عرض كراهية ضد إسرائيل، وشارك فيه نحو 10 آلاف شخص من سكان المدينة. أمّا كفركنا، حيث يعيش الشيخ “المحرض” كمال الخطيب، فشهدت مواجهات قوية خلال حملة “حارس الأسوار”، وشارك فيها كثيرون.
وفي حوارة في النقب، هناك تجمعات كبيرة للسكان، خرج منها ناشطو “داعش”؛ وكذلك الأمر بالنسبة إلى مخيم شعفاط في القدس، وهو “بؤرة سيئة” بحد ذاته، وخرج منه كثيرون من “المخربين” الذين قتلوا، أو حاولوا قتل اليهود، بعد أن تم تحريضهم عبر الرواية الكاذبة في جيلنا: الأقصى في خطر.
حتى لو أُطلقت تعابير تعود إلى المئات من العرب في إسرائيل منذ بداية الحرب، يتماهون فيها مع “حماس”، أو مع “المذبحة”، وعشرات الآلاف الذين فكروا كذلك، واختاروا الصمت، فهذا ليس سبباً كافياً لمنع مليونَي شخص (21% من السكان في إسرائيل) من دخول المسجد والصلاة فيه خلال شهر رمضان.
أمّا بالنسبة إلى مجتمع القدس الشرقية. كما في الضفة، فإن نسبة دعم “حماس” عالية، إلا إن الردع والهدوء النسبي الذي تم تسجيله حتى الآن في هذه الجبهة، والرغبة في الحفاظ على ذلك، أمور كلها تدفعنا إلى أن نكون أذكياء، وليس صادقين فقط. الشرطة و”الشاباك” في القدس يعرفان جيداً الأحياء، وأيضاً المجتمع في شرقي المدينة، من أجل صيد الممنوعين من الدخول إلى المسجد، والسماح للآخرين.
طنجرة الضغط في القدس الشرقية تغلي، لكنها لم تخرج عن حدودها. وإن خرجت - فإن قواعد اللعبة ستتغير. حالياً، من أجل منع هذا الخروج، يجب السماح لسكان القدس الشرقية بالدخول إلى المسجد في رمضان. وسيكون من الأفضل لإسرائيل ابتلاع هذا الأمر.