قالت أوساط “حزب الله” أن الرسالة التي حملها الموفد الأميركي الى بيروت تحمل عنونًا عريضًا، وهو “حشر الحزب داخليًّا”.
ووفق الأوساط، وفق ما نقلت عنها “النهار” فإنّ الحزب يعلم أن الإدارة الأميركية تعرف تماماً أن عرضها القاضي بالحيلولة دون تمدّد مفاعيل حرب غزة الى لبنان وإعادة الاعتبار للقرار الدولي الرقم 1701 أمران لا يمكن للحزب أن يقبل بهما حالياً أو حتى يعيد النظر فيهما لأسباب عدة أبرزها:
– أن الحزب إن أوقف في هذه المرحلة عملياته على الحدود الجنوبية فإن ذلك يعني أنه قبل بالعمل عكس قناعاته التاريخية القائمة على مبدأ عدم الانسحاب من موجبات الصراع العربي – الإسرائيلي وترك الفلسطينيين وحدهم وهو يعرف أن ذلك مقصد السعي التاريخي الدائم لإسرائيل وأميركا والغرب عموماً بحيث تتحوّل القضية الفلسطينية الى تنازع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
– أن قبول الحزب بمعنى من المعاني التهدئة على الحدود الجنوبية سيعزز بطبيعة الحال الأصوات التي تزعم أن الحزب قرّر “خذلان” حركة حماس وتركها وحيدة.
بناءً على ذلك اتخذ الحزب سريعاً الخطوات الآتية:
إرجاء الرد على هذا العرض ليوم السبت المقبل موعد إطلالة نصرالله المرتقبة حيث عنده سيكون الجواب.
أن الحزب أبدى ارتياحاً للرد اللبناني الرسمي على هوكشتاين ومضمونه دعوة الإدارة الأميركية الى إيقاف الهجمة الإسرائيلية على غزة وشعبها بغية إيقاف التوتر في لبنان ومنع توسيع الحرب.
وفي الميدان استأنف الحزب ما بدأه منذ الثامن من الشهر الماضي مدخلاً إليه أسلحة جديدة.
وعموماً، ينطلق الحزب من مبدأ أن عرض هوكشتاين إنما هو جزء لا يتجزأ من الجهد الأميركي الرامي الى إخراج الإسرائيلي من أزمته لكن مع ضمان أن لا يخرج مهزوماً وهو جهد يحتاج الى مزيد من الوقت والأكيد الى مزيد من المواجهات في غزة والتوتر في الجنوب اللبناني مشفوعاً بكل الاحتمالات.