ترافقت زيارة الأسبوع التي قام بها رئيس “تيّار المستقبل” سعد الحريري للبنان، بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، مع ضخ معلومات عن “سياسة سعودية جديدة” تجاه “الزعيم السنّي الأقوى في لبنان”.
وكانت هذه “المعلومات المسرّبة” قد أفادت بأنّ المملكة العربيّة السعوديّة قرّرت دعم الحريري بصفته “حاجة” لبنانيّة، سواء على مستوى الطائفة السنيّة أو على مستوى قيادة “الإعتدال”.
ولكن، بعد أقل من أسبوعين على مغادرة الحريري لبنان وعودته الى العاصمة الإماراتية حيث يقيم، منذ علّق عمله السياسي في لبنان، بدأ “التشاؤم” يأخذ مكان “التفاؤل”، بحيث أحبط السفير السعودي في لبنان وليد بخاري “كلّ الإيجابيات المحكى عنها”، وهو بحسب مصادر متعددة، لم يكتفِ بالغياب عن فاعليات ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ورفض إدراج اسمه في قائمة الدبلوماسيّين الذين توافدوا على “بيت الوسط”، فحسب بل تعمّد أيضًا، في الأيّام الأخيرة، وكلّما التقى بشخصية سياسيّة أو إعلاميّة، التأكيد أنّ بلاده لا تزال ثابتة على موقفها، فهي، وفق ما يردد، كما لم تطلب من الحريري تعليق عمله السياسي، لن تطلب منه تعليق هذا التعليق أو تشجعه على العودة الى الحياة السياسيّة.
ووفق المصادر، فإنّ المعلومات التي تمّ تداولها، قبيل زيارة الحريري الى بلاده وبعيد مغادرتها، عن توجهات سعوديّة جديدة، بنت نفسها على معطيات خاطئة، فقناتا “العربيّة” و”الحدث” مثلًا لم تقاطعا، يومًا الحريري حتى يُعتبر إجراؤهما مقابلة معه “انفتاحًا”، فهما سابقًا طلبتا إجراء هكذا مقابلة ولكنّه، إلتزامًا بقرار الصمت الذي كان قد اتّخذه، امتنع.
ووفق المصادر، فإنّ السفير السعودي في لبنان يعتبر أنّ بلاده لم تكن ضد أن يبقى الحريري في العمل السياسي ولن تكون ضد عودته “من تلقاء نفسه”، وهو يقرر مصيره بيده، وفق المقتضيات التي يراها مناسبة.
وبعد توالي التقارير التي تبيّن هذا التوجه في السفارة السعودية في لبنان، إنقلب “التفاؤل” الذي سبق أن عمّمه مسؤولون في “تيّار المستقبل” الى …تشاؤم!