بخلاف مسار التهدئة الذي سيطر خلال اليومين المقبلين في مخيم “عين الحلوة”، وعلى الرغم من عدم وجود معطيات من الأجهزة الأمنيّة تشير إلى حصول أحداث أمنيّة قد تؤدي الى انفجار الأوضاع في لبنان، توالت البيانات التحذيرية من السعودية والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان كما ألمانيا، الى رعايها المتواجدين بتجنّب التواجد في أماكن حساسة والتواصل مع سفارات بلادها، كما الى مواطنيها بعدم القدوم الى بيروت في هذه الفترة.
أثارت البيانات “الفجائية” الريبة والشكوك لدى اللبنانيين، فانتابهم الخوف من خفايا تلك الدعوات، وبحسب ما أكده السفير السابق رياض طبارة لـ”نيوزاليست” فإن “ما ينساه البعض أن الأمر ليس مرتبطاً فقط بما يحصل في عين الحلوة، فالأحداث يتكرر في المخيم بين الحين والآخر على شكل نزاعات بين القيادات والفصائل حول موضوع السيطرة”، لافتاً الى “أن التوتر تمت تهدئته وهو ناتج عن تراكمات في الصراع بين المتقاتلين، والمناوشات ليست بجديدة في المخيمات”.
واعتبر أن “تأجيل افتتاح السفارة السعودية في طهران وإيقافها لعمليات ترميم سفارتها في دمشق وتعثر تطبيع العلاقات بين السعودية والنظام السوري، أدى الى التخوف السعودي من أن يصبح لبنان، مع بروز مؤشرات على توتر جديد بين الرياض وطهران ودول الخليج، مكاناً لتنفيس الاحتقان ويتحول من لبنان الرسالة الى لبنان الرسالات المتبادلة”، مشيراً الى “أنه قد يكون ذلك هو سبب تنبيه المواطنين الخليجيين وحتى دعوتهم الى المغادرة”.
وأوضح طبارة أن ” خشية الخليجيين مردها الى انه في حال حصول توتر كبير بين المملكة وطهران، فالخطر سيكون كبيراً في لبنان جراء وجود تمدد لإيران فيه”، لافتاً الى “أن مسار المفاوضات السعودية الإيرانية مرتبطة بالإتفاق النووي وبعلاقة ايران مع دول الجوار، وتم فتحه مباشرة بين الطرفين وتقدمت بشكل كبير، إلا أنه لسبب من الأسباب تعرقل هذا المسار وطفى الى الواجهة مجدداً التوتر بين الطرفين ما أدى الى تخوف من أن يتترجم على أرض لبنان”.
ورأى أن “التخوف الخليجي يندرج في اطار توقعات بتأزم العلاقات مجدداً مع ايران وبأن يكون لبنان بلداً للرسائل في هذا المجال”، مشدداً على “أن الخلفية ليس ما حصل في عين الحلوة وإنما الخلاف المستجد بين الفرقين السعودي والإيراني”.