قامت طالبة جامعية بجامعة “آزاد” (الأهلية)، فرع العلوم والبحوث في طهران، بخلع حجابها، احتجاجًا على تعرضها لمضايقات جسدية من ضباط الأمن؛ بسبب رفضها ارتداء الحجاب الإجباري، وأفادت تقارير بأن هذه الطالبة تعرضت للضرب العنيف، وتم اعتقالها ونقلها إلى مستشفى للأمراض النفسية.
ولم تصدر بعد تفاصيل حول مكان احتجاز هذه الطالبة.
وبحسب المعلومات، فقد قامت الطالبة بهذه الخطوة، بعد مشادة مع ضباط الأمن، الذين مزقوا جزءًا من ملابسها، في محاولة لإجبارها على ارتداء الحجاب.
وأكدت صحيفة فرهيختگان، المرتبطة بجامعة “آزاد”، أن الطالبة نُقلت بالفعل إلى مستشفى للأمراض النفسية، بعد اعتقالها وتسليمها إلى الشرطة.
ومن جانبها، بررت وكالة “فارس” للأنباء، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، تصرف ضباط أمن الجامعة بأنه كان فرضًا للحجاب الإلزامي، كما شبّهت وكالة دانشجو، المرتبطة بـ “الباسيج”، احتجاج الطالبة بـ “عملية إرهابية”.
ونفى مدير العلاقات العامة بجامعة آزاد، أمير محجوب، عبر منصة “إكس” أن تكون الطالبة قد تعرضت للضرب، وقال إنه زار مركز الشرطة للوقوف على حالتها شخصيًا. كما صرّح المتحدث باسم الجامعة، محمد قرباني، بأن الطالبة اعتُقلت من قِبل قوات الأمن، وتم تحويلها إلى المستشفى “لإحراء الفحوصات اللازمة وتلقي الدعم النفسي”.
وقالت منظمة العفو الدولية: “يجب على السلطات الإيرانية الإفراج فورا ودون قيد أو شرط عن الطالبة الجامعية التي اعتقلت بعنف بعد أن خلعت ملابسها احتجاجا على التطبيق التعسفي للحجاب الإلزامي من قبل مسؤولي الأمن”.
وتضيف المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها، والتي أرخت في السنوات الماضية مزاعم سوء المعاملة ضد النساء في السجون الإيرانية: “في انتظار إطلاق سراحها، يجب على السلطات حمايتها من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة وضمان الوصول إلى الأسرة والمحامين”.
وتضيف أن “مزاعم الضرب والعنف الجنسي ضدها أثناء الاعتقال تحتاج إلى تحقيقات مستقلة ونزيهة”.
وقد اتبع النظام الإيراني عدة أساليب لقمع موجة التمرد ضد سياسة الحجاب الإجباري، في الأشهر الأخيرة، ومن ضمنها مشروع “العفاف والحجاب”. كما بدأ تنفيذ حملة صارمة، تعرف بـ “خطة نور”، منذ 14 إبريل (نيسان) الماضي، للتصدي لمن يعارضون الحجاب الإجباري.
دعم واسع لاحتجاج الطالبة أثار احتجاج الطالبة ردود فعل واسعة من قِبل النشطاء الطلابيين والمدافعين عن حقوق المرأة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وأصدر “اتحاد الطلاب التقدميين” في إيران، بيانًا، جاء فيه: “لن نتركها وحدها، ورسالتنا للنظام الإيراني ووحوشه في الجامعات واضح ة؛ لن نرضى بأقل من إسقاطكم”.
ونشرت صحيفة طلابية تابعة لجامعة “أمير كبير” صورًا لضابط الأمن في جامعة آزاد، وشرحت تفاصيل الهجوم الذي شنه على الطالبة.
كما أعربت الممثلة الإيرانية، كتايون رياحي، التي دعمت حركة “المرأة، الحياة، الحرية” عبر خلع حجابها، عن دعمها للطالبة قائلة: “لن نترك بعضنا البعض”.
وأشاد الناشط السياسي السابق، حسين رونقي، بخطوة الطالبة، ووصفها بأنها “انتفاضة ضد قمع النظام”، مشيرًا إلى أنها “صرخة من القلب ضد الظلم الذي حرم الناس، خاصة النساء، من الحياة.”
وفي السياق نفسه، ذكر الكاتب والمترجم الإيراني، فريد قدمي، في منشور على “إنستغرام”: “لا شك أن النظام سيحاول تصويرها كمجنونة، تمامًا كما كان رجال الدين في العصور الوسطى يصنفون النساء المطالبات بالحرية بأنهن هستيريات”.
وكانت أربع جمعيات إيرانية للطب النفسي قد انتقدت العام الماضي ما وصفته بـ “استغلال علم النفس والطب النفسي” لقمع معارضي الحجاب الإجباري.