"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

طائفيّو لبنان وتقسيميّوه!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الاثنين، 27 مارس 2023

لم تصل الطائفية في لبنان، يومًا الى المستوى التي وصلت إليه، حاليًا، فهي، بحسب الموقع الذي ينظر منه المراقبون إلى الوقائع، تكاد تلامس القمة أو تستقر في القعر!

وهذه حقيقة لا يمكن القفز فوقها في التعامل مع المسائل اللبنانيّة، إذ يكفي للمرء أن يجول في شوارع لبنان، فيتأمّل في ضخامة التماثيل الدينيّة المنتشرة ووفرة اللافتات المرفوعة، حتى يدرك ذلك.

والأخطر في تفشّي الطائفيّة في لبنان أنّها أوجدت رأيًا عامًا مؤيّدًا للتقسيم، على اعتباره المخلّص من أعباء الهيمنة والإستقواء والإستفراد.

لا مجال هنا للبحث في أسباب هذا الواقع الذي وصل إليه لبنان، ولكن، بالحديث مع كثيرين، يظهر أنّ “حزب الله” لعب دورًا أساسيًّا في تقوية هذه النزعة، على اعتبار أنّه يسند نهجه وسلوكه وقراراته، إلى طبيعته الطائفيّة، بامتياز.

وعليه، فإنّ على جميع من يزعمون أنّهم “وطنيّون غير طائفيّين” و” توحيديّون غير تقسيميّين”، أن يحسنوا التعامل مع الواقع اللبناني حتى يقلّموا أظافر الطائفيّة ويفتّتوا المنحى التقسيمي.

حتى تاريخه، لا يوجد مسؤول ثبت أنّه غير طائفي أو حريص على الوحدة الوطنيّة، فردة الفعل “المجنونة” على “إخضاع” نبيه برّي لنجيب ميقاتي في موضوع تأخير التوقيت الصيفي حتى انتهاء شهر رمضان المبارك، تشبه “القشة التي قصمت ظهر البعير”.

إنّ لبنان، بالحالة التي وصل إليها، ليس بحاجة الى حوار بل الى الحكمة.

والحكمة تعني تفعيل المؤسسات، وفق مقتضيات الدستور، فمن يغلق مجلس النواب أمام انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، حتى يتم الاتفاق عليه هو طائفي بامتياز، ومن يحاول فرض مرشح على الآخرين فرضًا منتظرًا خضوعهم، هو تقسيمي بامتياز، ومن يضع ترسانته المسلّحة خلف قراراته، هو تخريبي بامتياز.

الخطابات المعادية للطائفية والمندّدة بالتقسيم لا تُجدي نفعًا، لأنّ الصادق في وطنيّته والمتشبث بالوحدة عليه أن يقدّم المثل الصالح!

وأينما تلفّتنا لا نرى سوى المثل الطالح!

المقال السابق
حين يعيش نصرالله في "جلباب" بري؟!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

أمن أجل هذا كانت المقاومة؟!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية