"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"تعاطف" غربي مع الفلسطينيين ضد الإسرائيليين.. ماذا عن العرب؟

منى خويص
الخميس، 12 أكتوبر 2023

"تعاطف" غربي مع الفلسطينيين ضد الإسرائيليين.. ماذا عن العرب؟

شَبّه سفير إسرائيل في الامم المتحدة بعد يوم من عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها “حماس” ضد اسرائيل ب “١١ ايلول الاسرائيلي”.

والواقع ان هذا التشبيه، استعمل كسلاح دعائي من قبل الحكومة الاسرائيلية، لتبرر من خلاله جرائم الحرب الواسعة النطاق ضد المدنيين في غزة بعد عملية طوفان الاقصى، وهو امر ليس بجديد على الاسرائيليين في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني.

كتب الاعلامي نورمان سولومون في احدى المواقع الاعلامية الاميركية، ان “إسرائيل لم تشبه الضربة التي تعرضت لها من حماس، فقط بتلك الضربة التي تعرضت لها نيويورك في العام ٢٠٠١ من تنظيم القاعدة، بل هي تعتمد الاسلوب عينه، الذي اتبعته اميركا في الرد على تلك الهجمات على مختلف المستويات، بداية من حشد التضامن الدولي معها، ومن ثم بارتدائها كفن الضحية، لتشرع استخدام العنف اللامحدود ضد المهاجمين، وايضا استعمال المأساة الرهيبة التي تعرضت، لها كرخصة لقتل اعداد كبيرة من الناس، تحت عنوان الانتقام والحرب على الارهاب”.

فما تقوم به إسرائيل اليوم اعتبره عدد كبير من الكتاب الغربيين، بمثابة “عقاب جماعي” لاكثر من مليونين وثلاثمائة الف شخص في غزة، كما وانه ليست المرة الاولى، التي التي تتعامل إسرائيل فيها بوحشية مع القطاع. فالتطرف في إسرائيل، الذي يروج لنفسه اكثر من اي وقت مضى، بأنه ليس سوى دفاعا عن النفس، هو في العمق لا يمكن قراءته الا كعنصرية جديدة، تملك الاستعدادات الكاملة لمعاملة البشر على انهم مناسبين للإبادة. وليس ادل على ذلك، من وصف وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت الفلسطينيين يوم الاثنين الماضي، بأنهم “شعب وحشي “واضاف “نحن نحارب حيوانات ونتصرف وفقا لذلك”.

وهناك اقلام كثيرة تساءلت، عما كان يمكن توقعه من الفلسطينيين، امام الواقع الذي يعيشونه في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وما يتعرضون له من استفزازات واذلال وترهيب واعتقال وتوسع استيطاني، كذلك الحصار الذي تفرضه على غزة منذ العام ٢٠٠٧، وقطع الكهرباء والماء عنها، وانعدام الامن الغذائي على نطاق واسع، ازاء كل ذلك، ماذا كانت تتوقع إسرائيل في المقابل، هل ان يرشقها الفلسطينيون بالورود او العنف مقابل ذلك العنف الذي يمارسونه؟!

يتوقع كثيرون ان الاعمال العسكرية الاسرائيلية الحالية في غزة، ستوقع ضحايا من المدنيين، اعلى بكثير من عدد الضحايا الذين سقطوا بسبب هجوم حماس، فما تعلن عنه إسرائيل في معرض الرد على الهجوم الذي استهدفها، يُنذر بمذبحة جماعية بحق الفلسطينيين.

والسؤال الذي يطرح الآن وعلى كل الألسن وفي كل الدوائر السياسية، ماذا بعد والى اين تتجه الامور، هل ستذهب إسرائيل الى سحق حماس، وهل ينهي ذلك المشكلة القائمة بينهما؟

كتب ريتشارد هاس المفكر والدبلوماسي الاميركي، بأن “تاريخ إسرائيل غالبا ما اتسم بالصراع”، وعدّد القائمة الجزئية للحروب العربية الاسرائيلية بدءا من عام ١٩٤٨، التي اعقبت ولادة إسرائيل؛ والمحاولة الإسرائيلية البريطانية الفرنسية في عام ١٩٥٦، للاستيلاء على قناة السويس والإطاحة بالزعيم القومي العربي في مصر؛ وحرب الأيام الستة عام ١٩٦٧؛ وحرب يوم الغفران عام ١٩٧٣؛ وغزو إسرائيل للبنان في عام ١٩٨٢؛ هناك أيضا الانتفاضتين الفلسطينيتين والعديد من الصراعات الصغيرة؛ والآن يجب إضافة غزو حماس لإسرائيل في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ إلى هذه القائمة.

وسأل “هاس” هل يجب ان يقتصر الرد الاسرائيلي على هجوم حماس بالعنصر العسكري؟ هل الاجابة يفترض ان تكون عسكرية فقط، ام هناك ضرورة، والوضع يحتاج الى ادخال عنصر دبلوماسي في المعادلة، ولعل اهم ما فيه خطة اسرائيلية ذات مصداقية، لتحقيق دولة فلسطينية قابلة للحياة؟

حتى اللحظة المجتمع الغربي ممثلا بحكوماته، تدعم إسرائيل وتقف الى جانبها، اما العالم العربي، فالبيانات التي صدرت عن معظم الدول العربية، دعت الى وقف الاعتداءات وضبط النفس، ما عدا المملكة العربية السعودية التي شددت على لسان ولي عهدها محمد بن سلمان، على موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل، الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة. كيف؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه، بعد سكوت صوت المدافع والقذائف والرصاص.

المقال السابق
بلينكن لإسرائيل: ركزوا على غزة ونحن نهتم بـ"حزب الله"

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

ترامب يستنجد بيهود أميركا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية