"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

تعالوا نحلم!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 27 يناير 2024

هزّ القرار الأوّلي الذي اتخذته محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب إفريقيا على إسرائيل، العالم. باستثناء روسيا التي تكره هذه المحكمة التي كانت قد أمرتها بوقف حربها ضد أوكرانيا، والصين الخائفة من أن تلحقها “طرطوشة” بسبب الإتهامات المساقة ضدها في موضوع اضطهاد الأقليّة المسلمة في البلاد وما يمكن أن تكون في طور تحضيره لبسط سيطرتها العسكريّة على جزيرة تايوان، لم يبق أحد على الحياد، فالجميع أدلوا بدلوهم، إيجابًا أو نقدًا أو سلبًا!

صحيح أنّ مجموعة دول تحتقر العدالة الدولية قد استغلت محكمة العدل الدوليّة لتسجل نقطة في مرمى إسرائيل وتلحق الأذى المعنوي بالدول الداعمة لها، لكنّ الصحيح أكثر أنّ الشعوب، بدءًا بالفلسطينيّين، يمكن أن يستفيدوا، مستقبلًا، من هذه العدالة الدولية، علّها تعينهم على تخفيف الويلات عنهم، ومصدرها أعداء الخارج والداخل في آن.

نحن لسنا سذجًا لنعتقد بأنّ العدالة الدوليّة هي الدواء للأمراض الإرهابية والترهيبيّة التي تعصف بنا، ولكن من حقنا أن نتعلّق ب”قشة” في هذا البحر الدموي الذي يبتلعنا.

ولهذا نحن نبذل جهدنا، بما أعطينا من قدرات، من أجل دعم العدالة الدوليّة. لم نفعل ذلك، بمناسبة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، بل وقفنا مع هذه العدالة أينما وضعت يدها، ولا سيّما في لبنان، حيث أخذت مجموعة سياسيّة- ميليشياويّة- ترهيبيّة “راحتها” في اغتيال من تصنّفه خطرًا على مشروعها الذي يريد إبقاء لبنان مجرّد متراس في حرب لا ناقة له بها ولا جمل.

الحروب كما الجريمة لن تتوقف لأنّ هناك عدالة دوليّة، ولكنّ الإقتناع العام بوجود مرجعية مساءلة ومحاسبة ومعاقبة، وإن كان لا يرد القضاء ولكنّه يلطف فيه.

إنّ التدقيق في القرار الأوّلي الصادر في دعوى جنوب إفريقيا على إسرائيل، أضرّ بجميع المتطرّفين على حدّ سواء، ودعاهم الى أن يحاربوا بعضهم البعض، إن شاءوا، بعيدًا من المدنيّين. وبهذا الحكم انتصر الإعتدال الإسرائيلي الموجود واقعًا وفعلًا، وخسرت “حماس” التي لم تعتبرها المحكمة لا حركة مقاومة ولا ضحية ولا صاحبة حق.

لا يريد أصحاب الغرض أن يلقوا الضوء على هذه الحقيقة، لأنّهم يريدون حروبًا إباديّة. هذا ينطبق على اليمين الإسرائيلي المتشدد الذي لا يريد أن يسمع بالشعب الفلسطينين ،كما ينطبق على “جبهة المقاومة” التي لا تريد أن تسمع بوجود شعب إسرائيلي.

إنّ الحكم الصادر عن محكمة العدل الدوليّة يضرب طرفَي الإبادة، ويشق الطريق للإعتدال الذي لا يُلغي حقًا ولكنّه لا يبيد، باسم أيّ حق مهما كان مقدسًا، شعوبًا.

حبذا، لو يُعطى هؤلاء القضاة الذين لم يبق أحد إلّأ وأشاد بهم، حق البت بما نختلف عليه، لأنّ إخراج هذا الشرق من لعنته لا يحتاج إلى عنف الأقوياء بل الى إنصاف الحكماء!

تعالوا نحلم!

المقال السابق
إقليم كردستان "يائس" من عراق "الحشد الشعبي" ويتطلع إلى "الدول الصديقة"
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خاصرة لبنان الرخوة...جدًا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية