ترك المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الشرق الأوسط عقب زيارة قام بها يومي السبت والأحد الماضيين لإسرائيل من دون ان يمر ببيروتـ، كما دأب على فعله، في الآونة الأخيرة، إذ انه لا يعتمد في مساعيه على الجولات المكوكية، فهو لا بأتي عادة من إسرائيل الى بيروت، ولا يذهب الى تل أبيب من لبنان.
ويرصد المسؤولون اللبنانيون بعدما ثبت لهم ان هوكشتاين لن يحضر الى بيروت ما سينقله اليهم اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي يتوقع ان يشدد على تطبيق القرار 1701 ومنع تمدد الحرب الاسرائيلية. ومعلوم ان سيجورنيه يزور بيروت للمرة الاولى بصفته رأس الديبلوماسية الفرنسية بعد زيارات لكل من مصر والاردن واسرائيل ورام الله، من دون استبعاد ان يحمل الى لبنان تحذيرا متقدما من عملية إسرائيلية اذا استمرت المواجهات مع “حزب الله”. ووفق مراسل “النهار” في باريس ان من الرسائل التي يحملها وزير الخارجية الفرنسي العمل على وقف اطلاق النار وعدم التصعيد والمطالبة بحل ديبلوماسي بين لبنان واسرائيل وضبط النفس والكف عن التصعيد. وسيشدد سيجورنيه خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين على الحاجة الى ايجاد حل ديبلوماسي بين لبنان واسرائيل وسيحذر المراهنين على تصعيد التوترات في المنطقة ويبلغهم قلقه البالغ ازاء الوضع على الحدود بين لبنان واسرائيل، وسيعرض التحركات التى تقوم بها باريس كي لا يزداد الوضع سوءا. وسيدعو الى الالتزام بالمحافظة على امن القوات الدولية “اليونيفيل” لتمكينها من ممارسة دورها بالكامل وتطبيق القرار ١٧٠١بكل مندرجاته لتحقيق السلام والامن، وهو الناظم لتحيد الحدود البرية ووقف الاعمال الحربية. ويتوقع ان يختم وزير الخارجية الفرنسي زيارته لبيروت بمؤتمر صحافي في مطار رفيق الحريري الدولي قبيل مغادرته بيروت .
تجدر الإشارة الى انه في اطار توافد المبعوثين الى لبنان سيقوم غدا الأربعاء وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة لبيروت يلتقي خلالها رئيسي مجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية علما ان مصر هي احدى الدول الخمس المنضوية ضمن اللجنة الخماسية الدولية المعنية بأزمة الانتخابات الرئاسية اللبنانية .
وفي هذا السياق رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس على الدعوة المتجددة للرئيس نبيه بري الى الحوار فقال:“نحن مع الحوار في كلّ لحظة ولكن لا نتيجة له لأنّ الثنائي متمسّك بـ(سليمان) فرنجيّة”. واضاف “إذا كانت اللجنة الخماسيّة تريد سليمان فرنجيّة فلتنتخبه”. لافتا الى ان “معظم الدول المهتمّة بلبنان تريد قائد الجيش رئيساً”. واعتبر ان “الرئيس برّي نسف طرح السفراء بخيار رئاسي ثالث والدعوة إلى جلسة انتخاب وهم يئسوا بعدما سمعوه”.
اما العامل اللافت الذي واكب زيارة هوكشتاين لتل ابيب فبرز في الترويج لمعطيات إيجابية سبقت مغادرته تل ابيب عائدا الى واشنطن من دون المرور ببيروت ، اذ نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين، “ان هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي انهاء التوتر مع حزب الله، وان هناك مقترحاً أميركياً يشمل تراجع الحزب عن الحدود فضلاً عن عودة النازحين على خطي الحدود”.