قادت الشيخة حسينة بنغلادش نحو الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، لكن فترة حكمها التي استمرت 15 عاما انتهت بشكل مفاجئ عندما اقتحم المحتجون م قرها في دكا الاثنين 05/08. واندلعت الاحتجاجات بقيادة طلاب جامعيين ضد قرار إعادة العمل بحصص التوظيف في القطاع العام. وُلدت الشيخة حسينة في 28 سبتمبر 1947 لعائلة سياسية مرموقة، فهي ابنة الشيخ مجيب الرحمن، مؤسس بنغلادش وأول رئيس للبلاد، والذي يُعرف بـ “أب الأمة” وأُغتيل في انقلاب عسكري عام 1975. من خلال هذه الروابط العائلية، كانت الشيخة حسينة محاطة بالسياسة منذ صغرها، ولكن حياتها كانت مليئة بالتحديات والمآسي الشخصية التي صقلتها وأعدتها لدور القيادة…
خلال فترة حكمها، ازدهر الاقتصاد البنغلادشي بشكل ملحوظ، لتسجل البلاد نموا اقتصاديا يزيد عن 6% سنويا منذ عام 2009، وانخفضت معدلات الفقر وتوسعت خدمات الكهرباء لتغطي 95% من السكان. ورغم ذلك، تعرضت حكومتها لانتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك قتل نشطاء معارضين واعتقالات واسعة لخصومها السياسيين.
وعاشت في المنفى ست سنوات قبل أن تعود لقيادة حزب رابطة عوامي وتبدأ رحلة طويلة نحو السلطة. تحالفت حسينة مع الحزب الوطني البنغلادشي للإطاحة بالدكتاتور العسكري حسين محمد إرشاد في 1990، لكن التنافس بينهما سيطر على السياسة في البلاد منذ ذلك الحين.
في 1996، تولت حسينة منص ب رئيسة الوزراء لأول مرة، لكنها خسرت أمام خصمها السياسي خالدة ضياء بعد خمس سنوات. رغم سجنها بتهم فساد في 2007، عادت إلى السلطة بفوز ساحق في انتخابات 2008. منذ ذلك الحين، ظلت حسينة تحكم البلاد، بينما عانت خالدة ضياء من مشكلات صحية وقضائية أدت إلى سجنها بتهم فساد.
ونالت حسينة الإشادة إثر الحملة التي أطلقتها ضد المتشددين الإسلاميين في الدولة ذات الأغلبية المسلمة بعد أن اقتحم خمسة متطرفين مقهى في دكا يرتاده رعايا غربيون وقتلوا 22 شخصا عام 2016.