لن ندخل في الأسماء، ولكن من “سماتهم تعرفونهم”!
فيما يُضحّي “حزب الله” بالجنوب اللبناني ويرمي به في أتون “محور المقاومة”، ويقرّب لبنان، يومًا بعد يوم، من حرب سوف تقضي على ما تبقى صامدًا، في ظل انهيارات متراكمة منذ خريف العام 2019، يخوض الطاقم السياسي، بشقيه الحاكم والمعارض، معارك ضارية دفاعًا عن طموحاته الشخصية وعن مكاسبه الحزبية وتنفيسًا عن أحقاده السوداء!
يسلّم هؤلاء السياسيّون بأنّهم مجرّد مجموعة عاجزة عن التأثير في صناعة القرار السيادي اللبناني، على الرغم من أنّه هذه المرّة، يلامس حدود القضاء على من لم يهاجر من البشر وما لم يتهدّم من الحجر!
يتمرجل واحدهم على الآخر. يشتم واحدهم الآخر. ينصب واحدهم للآخر الأفخاخ، ولكنّ ايًّا منهم لا يجرؤ على القول ل”حزب الله”: يا محلى الكحل بعينك!
يفتخر “حزب الله” بأنّه كان حكيمًا جدًّا عندما رعى هذه الجماعة ودافع عنها وساعدها وساندها، فهي “عندما دق الخطر على الأبواب”، تركته وشأنه، وأشغلت نفسها بصراعات بعضها مع البعض الآخر.
من ينظر إلى هؤلاء السياسيّين ويقارن بين ما يصارعون من أجله ونوعيّة المخاطر الوجوديّة التي يجر “حزب الله” لبنان إليها، يصيبه الغثيان، ويتمنّى لو أنّه يملك ممحاة سحرية يزيل فيها هؤلاء من الواجهة، من الإعلام، من وسائل التواصل الإجتماعي، من يوميات الوطن، ومن أمام ناظريه!
من دون شك، لدينا موقف سلبي من أداء “حزب الله” الداخلي والحدودي والإقليمي، وهو نابع من رؤية شرائح كبيرة من اللبنانيّين، لما يجب أن يكون عليه وطنهم، في هذا الصراع المفتوح على كل ما يتنافى مع دور لبنان وثقافة لبنان وموقع لبنان وطبيعة لبنان ومستقبل لبنان، ولكن، من دون شك أيضًا، أنّه لا يمكننا، ونحن نقارن بين نهج هذا الحزب لتحقيق أهداف “الأمّة التي ينتمي إليها”، ونهج هؤلاء السياسيين في التخلي عن الدفاع عمّا أصرّوا في الإنتخابات على أن يتشدقوا به من أهداف، إلّا أن نحترم الحزب لأنّه يحاول أن يفي بالتزاماته “غير الوطنية” ونبصق على هؤ لاء لأنّهم يخونون تعهّداتهم حتى لا يُضحوا، ولو بالقليل القليل من مصالحهم الدنيئة!