"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

صياحُ ميقاتي وفجرُ برّي و"هلوسات" المعارضة!

رئيس التحرير: فارس خشّان
السبت، 25 مارس 2023

كان نجيب ميقاتي يُدرك الإنعكاسات السلبية على المصالح اللبنانيّة، لأيّ تلاعب بالتوقيت الصيفي، ومع ذلك لم يجد نفسه قادرًا على ردّ أمر ورده من نبيه برّي التقي، الورع، الزاهد بهذه الدنيا ومالها ومناصبها!

ميقاتي قال لبرّي إنّ قرار تجميد العمل بالتوقيت الصيفي لم يعد يمكن اعتماده، في ما تبقى من فسحة زمنيّة، لأنّه سوف ينعكس سلبًا على لبنان و”يخربط” الأمور، ولكنّ برّي استخفّ واستهزأ وأصرّ فخضع…النجيب!

ما الذي يدفع ميقاتي الى أن يكون بهذا الهوان أمام برّي؟

تتنوّع الإجابات بتنوّع مصادرها، ففئة تتحدّث عن حلف إسلامي- إسلامي ودليلها على ذلك أنّ ميقاتي، وقبل قرار “التوقيت” فتح ملفًا شائكًا في لبنان يتمحور حول النقص الهائل في أعداد المسيحيّين بالمقارنة مع المسلمين، وفئة أخرى تشير الى أنّ عملية تيئيس اللبنانيّين تتولّاها الفئة التي تسعى الى إيصال سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهوريّة وميقاتي من ضمنها، وفئة ثالثة تلفت الى أنّ الفريق الحاكم لم يعد لديه ما يثبت سلطته سوى القدرة على التلاعب بعقارب الساعة، وفئة رابعة تعتبر أنّ ميقاتي سيكون من دون دعم “الثنائي الشيعي” مجرّد تمثال من ورق، وفئة خامسة تؤكّد أنّ هذه الأسباب مجتمعة تقف وراء قرار التوقيت.

ومهما كان عليه الأمر، فالثابت أنّ نجيب ميقاتي الضعيف أمام نبيه برّي أصبح خطرًا على المصلحة الوطنية العليا، فهو، ومن أجل أن يحظى برضى “الثنائي الشيعي” يبيع كلّ أفكاره في سوق النخاسة.

بالأمس، كان الاعتقاد بأنّ استمرار ميقاتي في رئاسة الحكومة أفضل من تركها للفراغ. قرار التوقيت، بمقدّماته التي فضحها الحوار المتلفز بينه وبين برّي، أثبت أنّ ميقاتي أصبح أخطر من الفراغ نفسه، فهو في منصبه تحوّل الى ريشة في مهب من يخشى على نفسه من قوّتهم.

كان لا بدّ من الوقوف في وجه قرار ميقاتي، وقد كنّا في “نيوزاليست”، كما تبيّن افتتاحيّتنا السابقة، في مقدّمة المعارضين له، ولكنّ هذا التصدّي له يفترض أن يبقى في السياسة ولا يتحوّل إلى إجراء عملي، من خلال الإندفاع الى خلق توقيت آخر.

إنّ السلطة التنفيذية وحدها تملك هذه الصلاحيّة، فيما المعارضة يجب تملك أهلية دفع هذه السلطة الى التراجع عن قراراتها الخاطئة تحت طائلة تطييرها.

إنّ العجز عن دفع السلطة الى تصحيح قراراتها الخاطئة لا يعني الإندفاع نحو إشاعة الفوضى في البلاد، بحيث يكون للموالي توقيت وللمعارض توقيت آخر.

إنّ سلوك المعارضة، في هذا الموضوع، يوازي سوء سلوك السلطة.

ولكن في المقابل، على ميقاتي أن يدرك أنّ هذا الانبطاح أمام برّي، ومن خلاله أمام “حزب الله”، لن يجرّ على البلاد ويلات التقسيم فحسب بل سوف يجرّ عليه أيضًا- وهذا همّه الأكبر- لعنات التاريخ التي لا يمحوها لا مال ولا جاه ولا التمسكن ولا التذاكي!

إقرأ/ ي أيضًا: “يلعن هيديك الساعة”

المقال السابق
احمد البغدادي/ التوقيت الصيفي... هل لبنان مقبل فعلاً على كارثة تقنية؟
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

زفّت ساعة نصرالله!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية