"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

سيّدتي...

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 7 مارس 2023

سيّدتي الفاضلة التي تناضل في هذا المحور الممتد من بيروت إلى طهران، لا شعار يمكن أن يليق بك في “اليوم العالمي للمرأة” أكثر من ذاك الذي حملته نساء إيران ضد نظامهنّ المستبد: امرأة، حياة، حريّة!

تختصر هذه الثلاثيّة الذهبية كلّ المعاني، ومن دونها لا قيمة لمجتمع، لأنّ الحياة تتحوّل الى حالة بقاء غريزيّة.

في هذا الزمن المأساوي، تتوحّد حالة الرجل مع حالة المرأة لأنّ الجنسين، في الحقيقة، لا يتصارعان على الحقوق بل يصارعان معًا من أجل…الحياة!

كوارث المرأة والرجل واحدة: التفقير، التجويع، التهجير، التيئيس، القهر، الذل والظلمة.

سيّدتي

في الحربين العالميّتين الأخيرتين، نجحت الإمرأة في الإستحصال، تباعًا، على غالبيّة مطالبها الأساسيّة، إذ اكتشف المجتمع أهميّتها بعدما ذهب غالبيّة الرجال الى الجبهات. كانوا هم مسؤولين عن الإنتصار بالمواجهة الدمويّة وكانت النساء مسؤولات عن الإنتصار بالمواجهة المجتمعيّة.

الرجال الذين نجوا من الحرب، كانوا مصابين إمّا في أجسادهم أو في نفوسهم، فحملتهم النساء وحمينهم ورعينهم وطبّبنهم.

لقد كان الإنقاذ على أيادي النساء ولولاهنّ لغرقت الإنسانيّة في ظلام حالك وطويل.

هذه التجارب التاريخيّة، إنّ بيّنت شيئًا فهي تظهر أنّ الإمرأة قادرة على كسر المستحيلات، فكما من رحمها نولد كذلك تولد الفرص الغاليّة والشجاعة النادرة والتغيير المنشود.

في مجتمعاتنا التي تعاني، أثبت الرجل عجزه عن صناعة الحلول، ولم تختبر المرأة قدراتها بعدْ، لأنّها، حتى تاريخه، تستند، في غالبيّة الأحيان، الى الرجل الذي لا يزال قادرًا على التباهي بما تملكه يداه في “الحرملك”.

حان الوقت، أن تنتزع المرأة القيادة، وأن تعيد الحياة إلى حيث يخيّم الموت، وتبث الشجاعة حيث ينتشر الجبن، وتسيطر على الشارع وتفرض مطالبنا.

في “اليوم العالمي للمرأة” ما من رجاء أكبر من أن تصرخ جميع نساء مجتمعاتنا، صرخة واحدة من أجل الحياة والحريّة!

حينها وحينها فقط، تسقط كلّ العوائق التي تحول دون حصول المرأة على الحقوق التي ينتزعها منها ليس الرجال بل هؤلاء المتعصبّون والمتشدّدون الذين يأكلون الثمرة المحرّمة ويقتلون آدم وحواء معًا!

المقال السابق
الرغبة المفقودة: صراع بين العقل والقلب.. والخاسر الأكبر المتعة
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية