"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

سوريا وحكاية الدم والدموع

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 9 مارس 2025

لم يكن أحد يتوقع أن تنتهي القصة في سوريا نهاية وردية. الجميع كانوا ينتظرون ساعة حلول الظلام. بشار الأسد، في لحظة هروبه الى روسيا، ترك وراءه كل آفات الأرض في سوريا، تماما كما فعل عندما غادر لبنان تحت ضربات “ثورة الأرز”.

يوم اضطر بشار الأسد على سحب جيشه ومخابراته من لبنان، كان قد سهر على إرساء عوامل من شأنها تفجير أي محاولة إقامة دولة. عند مغادرته سلم، من خلال رستم غزالة الذي عاد وصفّاه، البندقية الى من كان أمينا عاما لحزب الله، الراحل حسن نصرالله. ولم تكن قد مرت على خروجه من لبنان سوى أيام قليلة حتى عنفت الإغتيالات واضطربت أحوال السلطة السياسية ومن ثم وقعت حرب تموز وشن حزب الله “غزوة” كاملة على الداخل، في سياق ما بات معروفا باسم السابع من أيار.

وما تركه وراءه من “متفجرات” عند مغادرة لبنان، ترك أضعافا منها في سوريا، عندما هرب الى روسيا. ترك ملايين النازحين في دول الجوار، وأرسى مجتمعا طاائفيا يكره بعضه البعض وزرع مستوطنات مذهبية في كل مكان، وكبّر الشهية الروسية على وضع خطط تقوم على مستوطنات بحرية في الساحل السوري واستهلك استثمارات ايرانية هائلة لمشروعها التوسعي في “بلاد الشام”.

كان بشار الأسد يُدرك أنه عندما تحين ساعة مغادرته تعود البلاد التي حكمها نحو 25 سنة بعد والده، إلى “حكاية الدم والدموع”.

حاولت السلطة السورية الجديدة بقيادة احمد الشرع أن تتجنب الأفخاخ الأسدية، وتقدم نفسها كبديل نموذجي، ولكن الجميع كان لها بالمرصاد: أعداء الحكم الإسلامي، أصحاب الذكريات السيئة مع “داعش” و”النصرة”، الطائفيون المتغللون ضمن القوى المنتصرة، الضاغط الروسي، الحالم الإيراني، والمخطط الإسرائيلي.

تجاوز نظام الشرع اللغم الدرزي. راهن على الحوار أكثر من الشدة. لا يزال يعمل على تجاوز الحلم الكردي القديم. يناقش الفصائل المسلحة في اكثر من مكان من أجل “احتكار السلاح”، ولكنه وقع، ربما بسبب “شبهة الأسد وإيران وروسيا” معا، في :الفخ العلوي”.

“الفخ العلوي” لم يكن طبيعيا. تجاوز كل حدود. الشدة في قمع “فلول الأسد” أخذت المدنيين في الطريق، بسبب عدم “نظافة” الميليشيات التي انضمت الى الأمن العام لمواجهة “التمرد”، من جهة وبسبب ضراوة هجوم الميليشيات العلوية التي يقف وراءها ضباط خاضوا اعنف المعارك الى جانب الأسد، من جهة أخرى.

جميع المناهضين لنظام الشرع، سعداء. بشار الأسد يطلق قهقهاته البلهاء. إيران تتطلع الى إحياء قواها وبالتالي نفوذها. بنيامين نتنياهو ومن يشببه في الإدارة الأميركية يرسخون خطة تقسيم سوريا. روسيا تكوّن أوراق قوة جديدة لإبقاء قواعدها في الساحل السوري.

من الآن فصاعدا، لن يكون السؤال متى سوف تنعم سوريا بالسلام بل أي منطقة هي التالية على خارطة البؤر الحمراء!

المقال السابق
إسرائيل: على أوروبا الكف عن منح الشرعية للشرع وسلطته
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

جوزف عون وعامل الوقت!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية