"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"سرايا المقاومة".. ذراع "حزب الله" تلتف حول عنقه!

نيوزاليست
الأربعاء، 9 أغسطس 2023

"سرايا المقاومة".. ذراع "حزب الله" تلتف حول عنقه!

ما كان في الخفاء، ظهر الى العلن، فللمرة الاولى سُجّل سقوط ضحية لـ”حزب الله” برصاص سرايا المقاومة التابعة له في وادي الزينة حيث اتخذ الصراع على النفوذ منحى “يا قاتل يا مقتول”، ما دفع الى محاولة “لفلفة” ما حصل من القيادة التي باتت “ذراعها” العسكرية تلتف حول عنقها، وسط خشية الحزب من أن تتمدّد الأمور الى الأسوأ بفعل التفلت الخطير الذي حصل وطاله من عقر داره.

ضاق اللبنانيون ذرعاً بممارسات السرايا المقاومة التي أنشأها وسلحها الحزب، فعناصرها غير المنضبطين قد تسببوا باشكالات أمنية متنقلة من بيروت الى خلدة كما السعديات وصيدا، وجاء “تمرد” الأمس ليطال أهل البيت الواحد، في مؤشر انقلاب قد يطيح بوحدة مهزوزة خرجت عن مسارها المعلن، إذ وُلدت فكرة تشكيل السرايا اللبنانية لدى الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، في أثناء تقديم شبان مسيحيين تعازيهم بنجله هادي حين أعرب هؤلاء عن استعدادهم لأن يكونوا في صفوف الحزب.

دغدغت الفكرة نصر الله، فأنشأ هذا التشكيل المنفصل عن جهاز الحزب ليكون جاهزاً لتقديم كل دعم عسكري وأمني عند الحاجة، من دون الالتزام بالضوابط المذهبية والدينية التي يلتزم بها مقاتلو الحزب، وتم التوسع فيها لتغطي المناطق غير الشيعية التي لا تشهد وجوداً فعلياً للحزب، والحضور الأساسي لها في المناطق ذات الأغلبية السنية، فالسرايا موجودة في صيدا حيث الأغلبية السنية بالجنوب وحيث الممر الحيوي للحزب، وكذلك في طرابلس حيث الأغلبية السنية بالشمال، كما تضم عناصر من الطائفة المسيحية في رأس بعلبك والقاع ودير الأحمر، وهي مناطق مسيحية تقع في البقاع حيث توجد أغلبية شيعية.

يتم النظر الى السرايا وممارساتها بأنها مجموعة مسلحة دخيلة على بيئتها، تهدف إلى العبث بأمن الطوائف المنتمية اليها بأمر من الحزب باعتباره مشغلها، فهي لم تخُض أي حرب مع اسرائيل، ولم يمنحها الحزب “شرف الإشادة” بما تقوم به من اعمال ميليشياوية لصالح أجندته، إلا في حالات نادرة.

يقدَّر عدد أعضاء “سرايا المقاومة اللبنانية” بنحو 50 ألفاً، ويستخدمهم “حزب الله” لاختراق أمن للبيئات المعارضة له سياسياً خاصةً السنية والدرزية، وانضم اليها العديد من العاطلين عن العمل في المناطق السنية في بيروت وإقليم الخروب والساحل الجنوبي والبقاع، ويتلقون أسلحة و راتباً شهرياً، كان يُقدّر قبل الأزمة المالية بحدود ألف و1500 دولار شهرياً، إلا أن عوامل الجذب إلى السرايا بدأت تتحول إلى عوامل “نفور” بغياب الحوافز، وهو بدأ يتجلى بظهور التململ في صفوف السرايا واعضائها الذين باتوا أشبه بعبء على الحزبيين الأصليين ومصدر قلق لديهم جراء تصرفات “خارج اطار التنظيم” باتت تهددهم، تماما كما حصل في وادي الزينة حيث تبرأ الحزب من قتلة السرايا، في مؤشر على وضع “غير مريح” بدأ يسود دخل بيئة الحزب تجاه جماعة باتت سهامها تتوجه الى صدور الحزب الأم.

المقال السابق
نظراً لدقّة الوضع.. جعجع: المطلوب كشف هويّة الفاعلين في مقتل الحصروني
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

الطريق الى 7 تشرين...شارون يقمع الانتفاضة الثانية ويزيح عرفات

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية