جدل لا ينتهي في الصحف الإيرانية حول الموقف من الحرب في غزة، والتناقضات الكثيرة في تصريحات المسؤولين الإيرانيين وادعاءاتهم السابقة، حيث كانوا يتوعدون إسرائيل بالدمار والزوال، وأنهم ينتظرون “الفرصة المناسبة” للقضاء عليها. لكن حرب غزة ومناشدات قيادات حماس، والدمار الذي حل بالقطاع المحاصر وسكانه لم يكن كافيا لدفع إيران بالوفاء بوعودها المستمرة منذ عقود.
صحف إصلاحية مثل “ابتكار”، رغم إشادتها بعدم التدخل في الحرب، إلا أنها أكدت أن هذه المواقف جاءت إدراكا من إيران بأنها سوف تواجه ردا مدمرا من قبل الولايات المتحدة الأميركية، منوهة إلى أن السلطة في إيران شعرت بـ”الخوف” من الولايات المتحدة الأميركية وأحجمت عن التدخل المباشر.
وقال كاتب صحيفة “ابتكار” جلال خوشجهره إن تجربة حرب غزة أعطت السلطة الإيرانية درسا مهما للغاية حيث علمتها معنى الواقعية والابتعاد عن نهج الشعارات، وعلمت طهران أن تحقيق هذه الشعارات يحتاج إلى ظروف مناسبة ورغبة وإمكانية على التنفيذ.
وأوضح خوشجهره أن تجربة حرب غزة بينت أن وجود شعارات كبيرة وجذابة قد يصطدم بجدار الواقع، وطهران قد أدركت أن مصلحتها تتطلب عدم التدخل وإعلان الدعم عن بعد والاقتصار على الجوانب السياسية والإعلامية.
صحيفة “كيهان”، المقربة من المرشد، التي لا تقبل هذه الاتهامات وتهاجم المتهمين الذين تصفهم تارة بـ”العملاء” و”أتباع الغرب” وتارة بـ”المخدوعين”؛ تؤكد أن موقف طهران تجاه القضية الفلسطينية ثابت لا يتغير.
الصحيفة قالت إن هؤلاء المنتقدين “يحرفون الواقع ويقلبون الحقائق”، وإنهم هم من يخشون محاربة أميركا، وكانوا يصفون محاربة الولايات المتحدة بالانتحار.
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء المنتقدين يوهنون الإرادة عبر نشرهم تحليلات مغلوطة، وهم آفة كل نظام قوي ومقاوم لأنهم بمثابة النمل الذي يدمر البناء من الداخل.
صحيفة “جوان”، المقربة من الحرس الثوري، اكتفت بالإشادة والثناء بدور الحوثيين في الحرب وإطلاقهم الصواريخ ومسيرات نحو إسرائيل، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: “افتحوا الطريق البري إلى اليمنيين لكي تروا مئات الآلاف من المجاهدين في غزة”، متجاهلة أن زملاء هؤلاء “المجاهدين” ينتشرون في سوريا ولبنان دون أن يجرؤا على التحرك مترا واحدا نحو فلسطين.
“إيران انترناشيونال” و”نيوزاليست”