انحرفت كلمات الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله عن جادة الإستقامة، وباتت أشبه بتغريدات جيشه الإلكتروني، وأب ذأ الألسنة التي تواليه!
وقد بات لافتًا للإنتباه أنّ نصرالله، بدل أن يرتقي وقد خبزته المنابر وعجنته، يُكثر من الذم والقدح، ويغالب نفسه حتى ينجح في السخرية ممّن يخالفه الرأي أو يناهضه في الموقف أو يرى الأمور بطريقة مغايرة للطريقة التي يراه هو بها!
ولم يعد يتوسل في كلامه عن أعدائه لغة الجد، بل سقط في التهجمات الشخصية، مستعملًا كلمات “سوقية” مثل كلمة “مسطل”!
وبدل التركيز على ما يقوله القادة، تجده ميّالًا الى الدخول في رد جدلي، بأسلوب سطحي، ضد ناشطين في وسائل التواصل الإجتماعي كان بعضهم يجلس في صفوفه الأمامية مثل وئام وهاب.
ما الذي أسقط نصرالله في هذه الحفرة؟ هل يعود ذلك الى عدم قدرته عل تقديم أجوبة مقنعة، حيال ضخامة الخسائر التي يتسبب بها؟ أو إلى عجز جيوشه الإلكترونية عن إسكات المعارضين؟ أو شعوره بأنّ غالبية لبنانية لم تعد تكترث لشعاراته؟ أو اضطراره الى الإنطواء الذي من شأنه أن يرفع مستوى النرجسية الى درجات الخطورة؟ هل رؤيته أن طرق مناطق سيطرته لم تشهد طوفانًا كان قد دعا إليه “حزب الله” في وقت سابق ليسجل سبقًا ولائيًّا في يوم القدس العالمي؟
الإحتمالات كثيرة، ولكن من الواضح أن نصرالله يعاني كثيرًا، حتى يجذب الإهتمام، ففي وقت ينتظره جمهوره لإطل اق مواقف على حجم التحديات يضطر الى أن يلهيهم بخطاب يشغلهم بتحشيد “لايكات”.
لم يعد ثمة فرق كبير بين نصرالله وأي متحمّس ل”حزب الله”.
ليس بالشتائم والسخرية والسوقية يكون السيّاد!