كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ”العربي الجديد”، اليوم الثلاثاء، أن الاتفاق على بدء مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في سلطنة عُمان السبت المقبل، جاء بعد سلسلة رسائل متبادلة بي ن الجانبين عبر مسقط، إثر الرسالة الجوابية الإيرانية على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي، خلال الشهر الماضي.
وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن “مجرد الرد” (الرسالة الجوابية) الذي بعثت به الخارجية الإيرانية في السابع والعشرين من الشهر الماضي إلى عُمان لإيصالها إلى الإدارة الأميركية، “وعدم تجاهل رسالة السيد ترامب، كان لها مفعولها الجيد في تحريك المياه الراكدة لإطلاق مفاوضات غير مباشرة”، مشيرة إلى أن طهران تلقت رسالة أميركية بعد إرسال الردّ الجوابي “تفيد باستعداد الإدارة الأميركية للبدء سريعاً في المفاوضات التي أعلنت إيران في ردها أنها جاهزة لخوضها بشكل غير مباشر”.
وتابعت المصادر أن الإدارة الأميركية كانت مصرّة في مطلبها على ضرورة أن تكون المفاوضات مباشرة، “لكن طهران ربطت ذلك بمخرجات مفاوضات مسقط، ومدى استعداد الجانب الأميركي للتفاوض فقط حول البرنامج النووي، وسلوكه بعد إطلاق هذه المفاوضات”، مؤكدة في الوقت ذاته أنها “تسعى أيضاً للحصول على تطمينات بأن التفاوض على هذا البرنامج أيضاً ينبغي أن يكون على أساس الاتفاق النووي، بما يضمن حقوق إيران النووية ولا يتجاوز حدوده”.
ولفتت إلى أن جولة التفاوض بين طهران وواشنطن السبت المقب ل “استكشافية، يتم فيها بحث أجندة التفاوض”، مضيفة أن طهران “تلقت إشارات إيجابية بشأن أجندة المفاوضات، لكن لا شيء مؤكداً قبل بدء مفاوضات عُمان، والاتفاق على الأجندة”، موضحة أن الجانب الإيراني أكد أنه “مستعد لإجراء نقاشات بشأن التهدئة في المنطقة، لكن دون السماح بالتعرض لسياسات إيران، ودورها، وعلاقاتها مع حلفائها”. إلى ذلك، قالت المصادر لـ”العربي الجديد” إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمره الصحافي مع رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، “تمثل إشارة دبلوماسية جيدة، لكن ما يدعو للتريث هو التذبذب في مواقف الرئيس الأميركي”.
وكان ترامب قد أشار أمس، إلى أنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية، قائلاً: “أعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”. وأضاف: “الجميع موافق على أن إبرام اتفاق سيكون مفضّلاً على القيام بما هو واضح، وما هو واضح أمر لا أريد صراحة أن أكون ضالعاً فيه، وبصراحة، لا تريد إسرائيل أن تكون ضالعة فيه إذا ما أمكن تجنّبه”.