بالنسبة للروائيّ الشهير المتحدّر من أصل هنديّ والمقيم في نيويورك، كان الكتاب الجديد الّذي يحمل عنوان “Knife” (“السكّين”) عملًا “ضروريًّا”، و”وسيلة للتصالح مع ما حدث والردّ على العنف من خلال الفنّ”…
يقدّم الكاتب سلمان رشدي، في كتاب مذكّرات يطرح الثلاثاء، روايته للهجوم الّذي كاد أن يقتله عام 2022، في أحدث تجلّيات التهديدات الّتي يواجهها منذ كتابه “آيات شيطانيّة”.
كان هذا الهجوم بالسكّين الّذي وقع خلال صيف 2022 في أثناء مؤتمر أدبيّ على ضفاف البحيرات العظمى الأميركيّة في شمال نيويورك، “تذكيرًا قاسيًا ووحشيًّا إلى حدّ ما” بالفتوى الّتي صدرت ضدّ رشدي عام 1989.
هذا الهجوم الّذي نفّذه شابّ أميركيّ من أصل لبنانيّ، أفقد الكاتب الأميركيّ البريطانيّ البصر في إحدى عينيه، الّتي يخفيها الآن، بالإضافة إلى إصابات في رقبته وبطنه.
وأوضح رشدي في مقابلة ضمن برنامج “سيكستي مينتس” (60 دقيقة) الشهير بثّت مقتطفات منها قناة “سي بي إس” قبل عرضها كاملة الأحد، أنّ أحد الجرّاحين الّذين أنقذوا حياته قال له “واجهت الكثير من الحظّ السيّء، ولكنّ حالفك الحظّ أيضًا”.
وقال “سألته: أين حالفني الحظّ؟. فقال: حسنًا، حالفك الحظّ لأنّ الرجل الّذي هاجمك لم يكن يعرف إطلاقا كيف يقتل شخصًا بسكّين”.
بالنسبة للروائيّ الشهير المتحدّر من أصل هنديّ والمقيم في نيويورك، كان الكتاب الجديد الّذي يحمل عنوان “Knife” (“السكّين”) عملًا “ضروريًّا”، و”وسيلة للتصالح مع ما حدث والردّ على العنف من خلال الفنّ”.
ينشر الكتاب في 16 نيسان/أبريل في الولايات المتّحدة، وفي 18 نيسان/أبريل في فرنسا عن دار النشر “غاليمار”.
وفي فرانكفورت، أعلن سلمان رشدي أنّه يبدو “من المستحيل كتابة أيّ شيء آخر”، مضيفًا “سيبدو من العبث بالنسبة لي أن أكتب أيّ شيء آخر قبل أن أتعامل مع هذا الموضوع”.
وقد قرأ المؤلّف البالغ 76 عامًا مقتطفًا من عمله الجديد لقناة “سي بي إس نيوز” الأميركيّة. ويصف في هذا المقطع “آخر شيء رأته عيني اليمنى على الإطلاق”: رجل يرتدي ملابس سوداء “يأتي بسرعة ومن الأسفل”، مثل “صاروخ رابض”.
وقالت رئيسة منظّمة “بن أميركا” لحرّيّة التعبير والأدب سوزان نوسيل “لقد أبقى سلمان، وهو راو بارع، هذه القصّة سرّيّة حتّى الآن، تاركًا لنا أن نتعجّب من شجاعته ومرونته عن بعد”. وسيعرض عمله خلال محادثة عبر الإنترنت، الثلاثاء الساعة 8 مساء (منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء بتوقيت غرينتش).
وأضافت نوسيل “نسختي في الطريق إليّ، وأعتزم التهامها في جلسة واحدة، لتعلّم دروس أساسيّة ليس فقط حول البقاء والتحمّل، ولكن أيضًا حول حرّيّة الكتابة الّتي لا تنضب”.